للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما تقدم يتضح أن طاعة القائد واجبة ما لم يأمر بمعصية، وبطاعته يتحقق النصر بإذن الله ويسير الجند على الخطط المرسومة من قبل القادة.

وعدم طاعة القائد وعدم الالتزام بالخطط المرسومة منه تؤدي إلى الهزيمة والفوضى في صفوف الجند فيسهل على العدو تمزيقهم والقضاء عليهم.

وما أصاب المسلمين في غزوة أحد أقوى دليل على خطورة معصية القائد، وعدم اتباع الخطط المرسومة منه، حيث خالف الرماة أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فظهر المشركون على المسلمين وقتلوا منهم سبعين قتيلا (١) .

٢- ومما يلزم الجند النصح للقائد (٢) .

يدل على ذلك ما جاء عن تميم الداري (٣) رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) (٤) .

وجه الدلالة: أن قائد الجند داخل في أئمة المسلمين فيجب النصح له، ولأنهم بنصحه ينصحون للمسلمين، ولأنه يدافع عنهم فإذا نصحوه كثر دفعه عنهم (٥) .

فإذا تحققت هذه الأمور بين القائد والجند حصل الترابط والتآلف بينهم، وساد الاحترام، وعرف كل منهم ما يجب عليه، ومن ثم يكون النصر حليفهم والتفوق على العدو نصيبهم، بإذن الله عز وجل، والله أعلم.


(١) صحيح البخاري مع الفتح، كتاب المغازي باب غزوة أحد ح رقم (٤٠٤٣) .
(٢) كشاف القناع (٢/٣٩٣) والأحكام السلطانية ص ١٠١.
(٣) هو: تميم بن أوس بن حارثة، وقيل: خارجة الداري مشهور في الصحابة، قدم المدينة فأسلم وغزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - انتقل إلى الشام بعد قتل عثمان، كان كثير التهجد، توفي بالشام سنة ٤٠ هـ. انظر: الإصابة (١/٤٨٧) ت رقم (٨٣٨) وتهذيب التهذيب ... (١/٤٤٩) .
(٤) صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الإيمان باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين ح رقم (٥٧) وصحيح مسلم بشرح النووي كتاب الإيمان باب بيان أن الدين النصيحة ح رقم (٦٥) واللفظ له.
(٥) كشاف القناع (٢/٣٩٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>