للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في حاشية الروض المربع: (اتفقوا على أنه إذا التقى الزحفان وجب على المسلمين الحاضرين وحرم عليهم الانصراف والفرار) (١) .

واستدلوا بما يلي:

١- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الأنفال: ١٥، ١٦] .

فالله سبحانه حرم على المؤمنين إذا لقوا العدو الانهزام والإدبار عنهم إلا لتحرف إلى قتال، أو تحيز إلى فئة من المسلمين، فمن أدبر بعد الزحف بغير نية التحريف، أو التحيز فقد استوجب من الله وعيده، إلا أن يعفو عنه (٢) .

٢- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: ٤٥] .

والمراد: إذا لقيتم جماعة من أهل الكفر فاثبتوا لقتالهم، ولا تنهزموا عنهم ولا تولوهم الأدبار هاربين، وادعوا الله بالنصر عليهم (٣) .

٣- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (اجتنبوا السبع الموبقات (٤) وذكر منها التولي يوم الزحف) (٥) .

وجه الدلالة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عد الفرار من الزحف من الكبائر (٦) فدل على شدة حرمة الفرار من الزحف.


(١) حاشية الروض المربع (٤/٢٦٧) ومشارع الأشواق (١/٥٦٦) .
(٢) جامع البيان للطبري (٦/٢٠٢) .
(٣) جامع البيان للطبري (٦/٢٦٠) .
(٤) الموبقات: المهلكات انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (٢/٤٤٢) .
(٥) صحيح البخاري مع الفتح، كتاب الحدود، باب رمي المحصنات، ح رقم (٦٨٥٧) وصحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الإيمان باب بيان الكبائر ح رقم (٨٩) .
(٦) المغني (١٣/١٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>