للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لك شيئا، قد أبلغتك وعلى رقبته صامت (١) فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك أو علي رقبته رقاع تخفق (٢) فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك) (٣) .

٢- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (افتتحنا (٤) خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة، إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وادي القرى (٥) ومعه عبد له يقال له مدعم أهداه له أحد بني الضباب، فبينما هو يحط رحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد، فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلي والذي نفسي بيده، إن الشملة (٦) التي أصابها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا، فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي - صلى الله عليه وسلم - بشراك (٧) أو بشراكين فقال: هذا شيء كنت أصبته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: شراك أو شراكان في النار) (٨) .


(١) أي الذهب والفضة، وقيل: ما لا روح فيه من أصناف المال، انظر: النهاية في غريب الحديث والأمر (٣/٤٨) وفتح الباري (٦/٢٢٩) وشرح صحيح مسلم للنووي ... (١٢/٤٥٨) .
(٢) أي تقعقع وتضطرب إذا حركتها الرياح، وقيل معناه: تلمع والمراد بها الثياب.
وقيل المراد بها: ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع، واستبعد ذلك ابن الجوزي، لأن الحديث لذكر الغلول الحسي فحمله على الثياب أنسب انظر: فتح الباري (٦/٢٢٩) .
(٣) صحيح البخاري مع الفتح كتاب الجهاد، باب الغلول، ح رقم (٣٠٧٣) وصحيح مسلم بشرح النووي كتاب الإمارة باب غلظ تحريم الغلول ح رقم (١٨٣١) .
(٤) افتتحنا أي المسلمون وأبو هريرة رضي الله عنه لم يكن معهم وإنما أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - مسلما بعد فتح خيبر ولكنه حضر قسمة الغنائم انظر: فتح الباري (٧/٦٢١-٦٢٢) .
(٥) هو: وادي بين المدينة والشام من أعمال المدينة كثير القرى فتحها النبي - صلى الله عليه وسلم - عنوة ثم صولحوا على الجزية، انظر: معجم البلدان (٥/٣٩٧) ت رقم (١٢٣٤٦) .
(٦) هي: البردة بضم الباء وتسمى كذلك النمرة وهي كساء مخطط، وقيل: كساء أسود فيه صور، انظر: شرح صحيح مسلم (٢/٤٨٨) .
(٧) سير النعل على ظهر القدم. وقوله: أو شراكين، شك من الراوي، انظر: فتح الباري ... (٧/٦٢٣) وعون المعبود (٧/٢٧١) .
(٨) صحيح البخاري مع الفتح، كتاب المغازي باب غزوة خيبر ح رقم (٤٢٣٤) وكتاب الإيمان والنذور، باب هل يدخل في الإيمان والنذور الأرض والغنم والزرع، ح رقم ... (٦٧٠٧) وصحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الإيمان باب غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ح رقم (١١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>