للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذان الحديثان فيهما تغليظ شديد ووعيد هائل لمن يرتكب هذا العمل حيث لم يكتف بكفره بل ضم إليه بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - (١).

وقد اشتد نكير الصحابة رضوان الله عنهم في هذا الأمر, فعن سعيد بن يسار (٢) قال: سألت ابن عمر: إنا نشتري الجواري فنحمض لهن, قال: وما التحميض؟ قال: نأتيهن في أدبارهن. قال: أو يعمل هذا مسلم؟! (٣).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن الذي يأتي امرأته من دبُرها فقال: هذا يسألني عن الكفر (٤).

وهكذا تدعو الشريعة الإسلامية العباد إلى البعد عن قبيح العادات وسيء الأفعال, تكريما لهم وتنزيها لهم عما يضرهم ويشينهم, وتقودهم إلى ما فيه هداية لهم للتي هي أقوم في جميع شؤون حياتهم.


(١) انظر: فيض القدير (٦/ ٢٣).
(٢) هو أبو الحباب سعيد بن يسار المدني مولى أم المؤمنين ميمونة، وقيل: بل مولى الحسن بن علي, حدث عن أبي هريرة، وزيد بن خالد الجهني، وابن عباس، وعبد الله بن عمر, وروى عنه ابن أخته معاوية بن أبي مزرد، وسعيد المقبري، وأبو طوالة, وكان من العلماء الأثبات. توفي سنة ١١٦ هـ, وقيل ١١٧ هـ. (السير ٥/ ٩٣, ٩٤).
(٣) أخرجه النسائي في السنن الكبرى, كتاب عشرة النساء, باب تأويل قوله تعالى: (نساؤكم حرث لكم) برقم (٨٩٧٩) , وقال الألباني: سنده صحيح وهو نص صريح من ابن عمر في إنكاره أشد الإنكار إتيان النساء في الدبر فما أورده السيوطي في " أسباب النزول " وغيره مما ينافي هذا النص خطأ عليه قطعا فلا يلتفت إليه (آداب الزفاف ص ٢٩).
(٤) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان, باب في تحريم الفروج وما يجب من التعفف (٤/ ٣٥٥) ورقم (٥٣٧٨) وقال الألباني: سنده صحيح (آداب الزفاف ص ٣٣).

<<  <   >  >>