للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا تدبر المجتمع هذه الحكمة علم أنه نجاته وصلاحه في امتثال شرع الله وحكمه مهما تغير الزمن, وتجددت الأحوال, فلن يجدوا غير حكم الله العدل العليم بما كان وما سيكون, فلا مبدل لكلماته ولا مغير لأحكامه {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١١٥)} [الأنعام: ١١٥].

وثمت ملحظ في الآية نختم به هذا المبحث يجدر التنبيه عليه لما فيه من بيان فضل الله وإكرامه للمرأة, وذلك في قوله: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}

فإن المراد من هذه الآية تضعيف حظ الذكر على الأنثى, وقد كان صالحا أن يؤدى بمثل: للأنثى نصف حظ الذكر أو للأنثيين مثل حظ الذكر, ولكن جاء هذا التعبير للإيماء إلى أن حظّ الأنثى صار في اعتبار الشرع أهَمّ من حظّ الذكر، إذ كانت مهضومة الجانب عند أهل الجاهلية فصار الإسلام ينادي بحظّها, وكأنه هو المقدار الذي يقدّر به حظ الرجل (١).


(١) البحر المحيط (٣/ ٢٥٢) , روح المعاني (٤/ ٢١٧) , التحرير والتنوير (٤/ ٢٥٧).

<<  <   >  >>