للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأراك من أفقه أهل المدينة، أو ليست التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى، فما أغنى عنهم حين تركوا أمر الله، ثم قرأ {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ} (١).

فدل الحديث على أن من شابه حاله حال اليهود والنصارى سيحل به ما حل بهم من ضيق العيش.

وقد أخبر جل شأنه عمن تنكب طريق الإسلام أنهم لو أقاموا الإسلام لوسّع عليهم في الرزق فقال: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (١٦)} [الجن: ١٦].

والمعنى: لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمروا عليها، لأسقيناهم ماءً كثيرًا. والمراد بذلك سَعَة الرزق (٢)

فعلى المجتمع أن يعلم أن المقصد الأعظم هو إقامة شرع الله وبقدر تحقيقه وإقامته يحصل لهم النمو والبركة في مطاعمهم ومشاربهم, وبقدر تضييعهم لحق الله بقدر ما يصيبهم من الضيق في المأكل والمشرب.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده إلى جبير بن نفير مرسلا في التفسير (٤/ ١١٧٠) , وقد أخرجه الترمذي موصولا عن أبي الدرداء رضي الله عنه, كتاب العلم باب ذهاب العلم برقم (٢٦٥٣) , وروي موصولا عند أحمد برقم (١٧٥٠٨) عن زياد بن لبيد وأخرجه الحاكم في المستدرك عنهما وصحح أسناديهما, كتاب العلم برقم (٣٣٨) (٣٣٩). وصححه الألباني (مشكاة المصابيح ١/ ٥٩).
(٢) انظر: (جامع البيان ٢٣/ ٦٦٢) , تفسير القرآن العظيم (٨/ ٢٤٢)

<<  <   >  >>