للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهي مهمة كذلك في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام, فإذا تبين للكافر محاسن دين الإسلام، وما يدعو إليه من العدل والحكمة، وإشباع الروح بالطمأنينة والخشوع والطهر والتعلق بالله، وتنظيم أمورهم في جميع شؤون الحياة، وحرصه على استقرار الأسرة من التشرد والضياع، مقارنة بما يعانونه في مجتمعاتهم الكافرة من خواء الروح، والظلم وتفرق الأسرة وتشرذمها, كان أدعى لهم في الدخول إلى الإسلام إذا وفقهم الله لذلك.

وهي مهمة كذلك للداعية في ترتيب أولوياته في الدعوة، واختياره الأنسب فيما يبدأ به، فيقدم المصالح العامة على المصالح الخاصة، ويقدم الضروريات على الحاجيات والتحسينيات, ويحذر من المفسدة العظمى قبل المفسدة الصغرى.

يقول الشوكاني (١) رحمه الله: (فالعالم المرتاض بما جاءنا من الشارع الذي بعثه الله تعالى متمما لمكارم الأخلاق، إذا جعل غاية همه وأقصى رغبته جلب المصالح الدينية للعباد ودفع المفاسد عنهم، كان من أنفع دعاة المسلمين وأنجح الحاملين لحجج رب العالمين). (٢)


(١) محمد بن علي بن محمد الشوكاني ولد سنة ١١٧٢ هـ ولازم القاضي أحمد بن محمد الحرازي, ودرس على القاسم بن محمد الخولاني, له مؤلفات في أغلب العلوم، ومن ذلك, نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار, وفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من التفسير, وإرشاد الفحول، وغيرها من الكتب (ت ١٢٥٠ هـ). أبجد العلوم (٣/ ٢٠١).
(٢) طلب العلم، للشوكاني (ص ١٣٥).

<<  <   >  >>