للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٦)} [الزمر: ٦]

ففي هذه الآية إشارة لكل من غفل ونسي حق الله عليه وهو الذي خلقه وخلق زوجه ليقوم ناموس التناسل وتعمر الأرض, فلذلك كان لزاما على العبد أن يخلص العبادة للمنعم سبحانه وتعالى , ولقد نبه الله سبحانه وتعالى إلى ذلك في آخر هذه الآية فقال: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (٦)} فجعل سبحانه خلق زوج من آدم عليه السلام دليل على عظيم قدرته جل في علاه, فمن غيرُ الله تبارك وتعالى قادر على هذا فلا يجب صرف شيء من العبادة لغيره (١).

ولذلك فقد جاء الاستفهام إنكاريا على من لم تقده هذه الظواهر التي يتقلب بها صباح مساء إلى عبادة ربه, إذ كيف يُصرَف عن عبادة الله بعد إدراكه لهذه النعم العظيمة وأنها منه تبارك وتعالى.

وبهذا يعلم العبد أن هذه الظاهرة الغريزية ألا وهي النكاح تدعو إلى تذكر نعمة الله بتحقيق العبودية له جل وعلا, فلا تلهيه عن نسيان حق الله, فهو الذي خلقه وخلق زوجه فهو المستحق للعبادة دون سواه.


(١) {انظر: التحرير والتنوير (٢٣/ ٣٣١).

<<  <   >  >>