للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قرب: قَالَ اللَّيْث: القَربُ: أَن يَرعَى القومُ بَينهم وَبَين المَورِد، وَفِي ذَلِك يَسِيرُونَ بعضَ السّير، حَتَّى إِذا كَانَ بَينهم وَبَين المَاء ليلةٌ أَو عشيةٌ عجَّلوا فقَربوا يَقربُون قُرْباً، وَقد أقرَبوا إبلَهم، وقَرَبَت الْإِبِل.

قَالَ: والحِمارُ القارب والناقة القوارب، وَهِي الَّتِي تَقرُب، أَي: تعجّل ليلةَ الوُرود. قَالَ: والقارب الَّذِي يَطلب المَاء.

وَقَالَ أَبُو سعيد: يَقُول الرجل لصَاحبه إِذا استحثَّه: تقرَّبْ، يَقُول: اعجلْ، سمعتُه من أَفْوَاههم.

وَأنْشد:

يَا صاحبَيّ تَرحَّلَا وتَقَرَّبا

فَلَقَد أَنى لمسافِرٍ أَن يَطْرَبا

أَبُو عبيد: إِذا خَلَّى الرَّاعِي إبِله إِلَى المَاء وَتركهَا فِي ذَلِك ترعَى ليلتئذٍ فَهِيَ لَيْلَة الطَّلَق، فَإِن كَانَت الليلةَ الثَّانِيَة فَهِيَ لَيْلَة القَرَب، هُوَ السوْق الشَّديد.

وَقَالَ الأصمعيّ: إِذا كَانَت إبلهم طَوَالِق قيل: أطلَقَ القومُ فهم مُطْلِقون، وَإِذا كَانَت إبلُهم قَوارب، قَالُوا: هم قاربون، وَلَا يقالُ مُقْرِبون، وَهَذَا الْحَرْف شاذّ.

وَقَالَ أَبُو زيد: أقربتُها حَتَّى قَرِبتْ تَقربُ.

وَقَالَ لبيد:

إِحْدَى بني جعفرٍ بأرضهِم

لم تُمْسِ مِنّي نَوْباً وَلَا قَرَبا

شمر عَن ابْن الأعرابيّ: القَرَب والقَرْب وَاحِد فِي بَيت لبيد.

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَرَب فِي ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَكثر.

ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال: مَا لَه هاربٌ وَلَا قاربٌ، أَي: مَا لَهُ واردٌ يَرِدُ المَاء وَلَا صادرٌ يصدُر عَنهُ.

اللَّيْث: القارِب: سفينة صَغِيرَة تكون مَعَ أَصْحَاب السُفن البَحْرية تستخفّ لحوائجهم والجميع القَوارب. والقِراب للسَّيف والسكِّين. والفِعل أَن تَقول: قَربْتُ قِراباً، ولغة أقربتْ إقراباً.

قلت: قِراب السَّيْف شِبه جراب من أَدَم يَضَع الرَّاكِب فِيهِ سَيْفه بجفْنِه، وسَوْطه، وَعَصَاهُ، وأداةً إِن كَانَت مَعَه.

وَقَالَ شمر: أقربتُ السيفَ: جعلتُ لَهُ قراباً، وقَرَبْتُه: جعلتُه فِي القراب.

وَقَالَ اللَّيْث: القراب: مقاربة الشَّيْء، تَقول: مَعَه ألفُ درهمٍ أَو قِرابُه، وَمَعَهُ مِلءُ قَدَح ماءٍ أَو قِرابه.

وَتقول: أتيتُه قرابَ العَشيّ أَو قِراب اللَّيل.

وَتقول: هَذَا قَدحٌ قَربانُ مَاء، وَهُوَ الَّذِي قد قَاربَ الامتلاء.

وَنَحْو ذَلِك قَالَ الكسائيُّ فِيمَا روى عَنهُ أَبُو عبيد.

اللَّيْث: القُرَب: نَقيض البُعْد. والتقرب:

<<  <  ج: ص:  >  >>