إذ لم يسعني ذكرهم جميعًا في هذا المجموع, وذكرت هناك تفصيل ما أخذته عنهم من فقه وفرائض ونحوٍ وصرف وتجويد وتوجيه قراءات وتوحيد، وحديث، ولغة, واشتقاق, وتفسير, وبيان، ومعان, وبديع، ونقد الشعر, وعروض، وأصول, ومنطق، وأدب, وتاريخ، وفلسفة, وجغرافية, وتوقيت, وسير, وعلوم الحديث, وتصوف, وهيأة, ووضع, وحساب وجبر, وغير ذلك.
والذين لازمت دروسهم مدة التعاطي لزوم الظل للشاخص, إلى أن فرقنا الحِمَامُ, أو خروجي من القرويين هم:
١- الفقيه سيدي محمد بن التهامي الوزاني.
٢- سيدي الحاج محمد فتح بن محمد بن عبد السلام جنون.
٣- سيدي محمد فتحا القادري.
٤- سيدي أحمد الخياط.
٥- سيدي الحاج أحمد بن سودة.
٦- سيدي عبد السلام الهواري.
٧- سيد الكامل المراني.
٨- سيدي أحمد بن الجيلاني.
وأخذت بعض العلوم والرياضية عن:
٩- علامتها سيدي إدريس بن الطائع البلغيثي, آخر مهرة علوم التعليم بفاس، ولازمت كثيرًا غيرهم، ولكن لا كملازمتهم، وفي سنة ١٣١٦ كان ابتداء إلقائي للدروس, بعد ما أذن لي بعض الشيوخ منهم ومن غيرهم، وما أحقني بقول القائل:
خلت الديار من الرخا ... خ ففرزنت فيها البياذق
ولم تكن القرويين تعرف إذا ذاك امتحانًا, وإنما كان يقوم مقامه إذن شيوخها الكبار لتلميذهم في التدريس، ثم تتوزع الشهرة والإقبال بقدر طول الباع.
فأصبحت في هذه السنة أعدّ في صف العلماء المدرسين، وفيها ألفت أول تأليف كتبته أناملي, تجد بيانه في الفهرس، وأني أعلم من نفسي أنه لم يكن معي من الذكاء والاقتدار ما يؤهلني لذلك, والمرء أعرف بنفسه، ولكن كان معي كد وجد، وانقطاع للطلب نادر, مع طاعة تامَّة لوالدي, وتعظيم لشيوخي، وفي هذين الأمرين سر عجيب يكاد يلمس، ولا ينكره إلا من كان أطمس، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء, والحمد لله رب العالمين.
وفي سنة ١٣١٧ أخذت أتناول شيئًا من التجارة في غير أوقات الدروس