للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه "تقتله الفئة الباغية" ١ نعم لأدرك عليكم حيث لم تنسبوه للصحيح غير أن حيادكم الاعتقادي نحو الصحابة يوجب حذفه، وإنه ليطربني تفسيركم لآيات الكتاب الحكيم حيث هو تفسير استقلالي أثري غير متأثر بالوسط، ولا بالمذهب المالكي، ناهج مناهج الاعتدال، مؤيد بالسنة وقواعد العربية والأصول بما يوجب لمؤلفكم إقبال نبغاء أهل العصر الحاضر.

وهذا علم الفقه قد أتيتم في كتابكم على صغر حجمه من المسائل تمثيلا واستشهادا بما لو حصله طالب، لعد من عليه الفقهاء النظار لردكم الفرع إلى أصله، وإفراغ الاستنباط في أفخر شكله، وتحري صحيح النقل، وتوهين ما زاغ عن جادة العدل، مع استقلال الفكر، وعدم التحيز لأي مذهب إلا إن كان له حجة مما يضمن لكم أن لا ينفر من كتابكم هذا حنفي ولا شافعي ولا حنبلي.

نعم انحيتم بلائمة كبرى على مذهب الظاهرية الذي خانه سعده معكم، ولكن ندرة أهله في الوقت الحاضر تأمنون بها ضجته وليتكم تمسكتم بالحياد، ومنحتموه حريته، على أن نقدكم إياه قد أصاب غالبه الكلي والذري، ولكن الحي قد يغلب ألف ميت. وأعظم بفائدة ما أتيتم به من أصول المذاهب الأربعة، ومذاهب الظاهرية مما فيه غنية عن المطولات الهامة، وذلك مما يهم كل فقيه، ويوجب شكر كل منصف نبيه.


١ أخرجه البخاري في صحيحه "١/ ٤٥١" في المساجد: باب التعاون في بناء المساجد من حديث أبي سعيد بلفظ "ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار" وأخرجه مسلم "٢٩١٥" في الفتن من حديث أبي سعيد قال: أخبرني من هو خير مني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعمار وهو يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول: "بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية"، وأخرجه مسلم أيضا "٢٩١٦" من حديث أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: "تقتلك الفئة الباغية" ورواه جماعة من الصحابة غير من تقدم أبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان، وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وأبو اليسر وعمار نفسه عند الطبراني وغيره، وقال الحافظ: وغالب طرقها صحيحه أو حسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>