١ قال ابن حوقل في كتاب "المسالك والممالك": وقد انتحل قوم من الفرس ديانات خرجوا بها عن المذاهب المشهورة، فممن اشتهر وطار ذكره في الآفاق الحسين بن منصور الحلاج من أهل البيضاء، وكان حلاجا ينتحل النسك والتصوف، فما زال يرتقي بها طبقا عن طبق حتى انتهى به الحال أن زعم أن من هذب في الطاعة جسمه، وشغل بالأعمال الصالحة قلبه، وصبر على مفارقة اللذات، وملك نفسه بمنعها عن الشهوات، ارتقى إلى مقام المقربين، ومنازل الملائكة الكرام الكاتبين، ثم لا يزال يتردد في درجة المصافاة حتى يصفو عن البشرية طبعه، فإذا لم يبق فيه من البشرية نصيب. حل فيه روح الله الذي كان منه في عيسى بن مريم، فيصير مطالعا لا يريد شيئا إلا كان من جميع ما كان ينفذ فيه أمر الله تعالى. وأن جميع أفعاله حينئذ فعل الله وأمره. وكان يتعاطى هذا ويدعوه إلى نفسه بتحقيق ذلك كله حتى استمال جماعة من الوزراء وطبقات من حاشية السلطان وأمراء الأمصار وملوك العراق والجزيرة والجبال وما والاها. ا. هـ. "المؤلف". ٣ انظر لتوضيح فكرة وحدة الوجود وإبطالها ومن يقول بها كتاب "وقف العلم والعالم" لشيخ الإسلام مصطفى صبري الجزء الثالث من الصفحة "٨٥"، إلى الصفحة "٣١٥".