وهو بخلافه (١)؛ كالمقدر في "قم". وينقسم البارز إلى:
متصل:
وهو ما لا يفتتح به النطق، ولا يقع بعد إلا، كياء ابني، وكاف أكرمك، وهاء سلنيه ويائه (٢).
وأما قوله:
ألا يجاورنا إلاك ديار (٣)
فضرورة.
وإلى منفصل:
وهو ما يبتدأ به، ويقع بعد "إلا"؛ نحو "أنا"؛ تقول:"أنا" مؤمن، وما قام إلا "أنا".
(١) أي: ما ليست له صورة في اللفظ، بل يكون خفيا مقدرا غير ظاهر في اللفظ والكتابة، والتعبير عنه بالضمير المنفصل، إنما هو لتقريب الفهم على المبتدئين.
(٢) في هذه الأمثلة إشارة إلى أنواع الضمير الثلاثة؛ وهي التكلم، والخطاب، والغيبة، ومحالها، من الرفع والنصب والجر. وترتيبها يشير إلى الأعرفية؛ لأن ضمير المتكلم في "ابني" أعرف من ضمير المخاطب في "أكرمك" وهذا أعرف من هذا الغائب في "سلنيه" وفيما تقدم يقول الناظم:
وذو اتصال منه ما لا يبتدا … ولا يلي "إلا" اختيارا أبدا
كالياء والكاف من "ابني أكرمك" … والياء والهاء من "سليه ما ملك"*
أي: إن الضمير المتصل؛ هو الذي لا يبتدأ به، ولا يقع بعد "إلا" في الاختيار على الصحيح. وقد مثل لضمير المتكلم المجرور، بالياء في "ابني" ولضمير المخاطب المنصوب، بالكاف في "أكرمك" وللمرفوع، بيا المخاطبة في "سلي". ومثل للغائب المنصوب، بالهاء في "سليه".
(٣) عجز بيت من البسيط؛ أنشده الفراء، ولم ينسب لقائل. وصدره:
وما نبالي إذا ما كنت جارتنا
=
* "وذو" مبتدأ. "اتصال" مضاف إليه. "منه" متعلق بمحذوف نعت لذي اتصال. "ما" اسم موصول خبر المبتدأ، ويجوز العكس. "لا" نافية "يبتدأ" الجملة من الفعل ونائب الفاعل المستتر لا محل لها صلة الموصول. "ولا" نافية. "يلي" مضارع وفاعله يعود إلى ما، والجملة معطوفة على جملة الصلة. "إلا" مفعول "يلي" قصد لفظه. =