للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اجتمع الفصلان في نحو: ﴿مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ﴾ (١).

ويضعف بدون ذلك، كمررت برجل سواء والعدم (٢)؛ أي مستوٍ هو والعدم. وهو فاش في الشعر؛ كقوله:

ما لم يكن وأب له لينالا (٣)

ولا يكثر العطف على الضمير المخفوض إلا بإعادة الخافض: حرفاً كان أو اسماً؛ نحو: ﴿فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ﴾،

(١) فقد فصل بين ﴿آبَاؤُكُمْ﴾ المعطوف على الواو في ﴿تَعْلَمُوا﴾ بالتوكيد؛ وهو ﴿أَنْتُمْ﴾. وفصل بين العاطف وهو الواو، و ﴿آبَاؤُكُمْ﴾ المعطوف بلا. ٩١ من سورة الأنعام.

(٢) أي: برفع "العدم" بالعطف على الضمير المستتر في "سواء"؛ لأنه مؤول بالمشتق؛ فيتحمل الضمير، وليس بينها فاصل. وهذه عبارة مأثورة عن بعض العرب.

(٣) عجز بيت من الكامل، لجرير الشاعر الأموي المشهور، من قصيدة يهجو فيها الأخطل التغلبي وقومه، وصدره:

ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه

اللغة والإعراب: رجا: أمل من الرجاء؛ وهو الأمل في الحصول على الشيء.

الأخيطل: تصغير الأخطل. سفاهة رأيه: ضعف رأيه وفساده. "الأخيطل" فاعل رجا. "من" حرف جر للتعليل. "سفاهة رأيه" مجرور بمن ومضاف إليه. "ما" اسم موصول، أو نكرة مفعول رجا. "يكن" فعل مضارع نقاص مجزوم بلم. "وأب" معطوف على الضمير المستتر في يكن الواقع اسما لها، والعائد على الأخطل. "له" جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لأب. "لينالا" اللام لام الجحود، و"ينالا" فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد اللام، والألف للتثنية فاعل، والجملة خبر يكن.

المعنى: أن الأخطل يرجو ويتمنى؛ لخفته وضعف رأيه وعدم حصافته، ما لا يمكن أن يناله هو وأبوه من الآمال والأحلام، مما لم تجر العادة بأن ينال مثله.

الشاهد: عطف "أب" وهو اسم ظاهر، على اسم يكن المرفوع المستتر بغير تأكيد أو فاصل بينهما، وإلى ما تقدم يشير الناظم بقوله:

<<  <  ج: ص:  >  >>