للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ﴾ (١)، وليس وفاقاً ليونس والأخفش والكوفيين (٢)؛ بدليل قراءة ابن عباس، والحسن، وغيرهما: ﴿تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ﴾ (٣)، وحكاية قطرب: "ما فيها غيره وفرسه" (٤).

وإن على ضمير رفع متصل … عطف فافصل بالضمير المنفصل

أو فاصل ما وبلا فصل يرد … في النظم فاشيًا وضعفه اعتقد*

أي: إذا كان المعطوف عليه ضميرًا مرفوعًا متصلًا فافصل بالضمير المنفصل بين المتعاطفين، أو افصل بأي فاصل غير الضمير. وورد عدم الفصل كثيرًا في الشعر، وهو مع كثرته ضعيف، ويمكن القياس عليه شعرًا ما دام كثيرًا.

(١) فقوله تعالى: ﴿وَلِلأَرْضِ﴾ معطوف على الهاء في ﴿لَهَا﴾ المجرور باللام، وأعيدت مع المعطوف. من الآية ١١ من سورة فصلت، و ﴿آبَائِكُ﴾ معطوف على الكاف المجرور بإضافة "إله"، وقد أعيد المضاف مع المعطوف. من الآية ١٣٣ من سورة البقرة.

(٢) أي: لا يلزم إعادة الخافض عند هؤلاء، وتبعهم الناظم في ذلك.

(٣) أي بجر ﴿الأَرْحَامِ﴾ وعطفه على الضمير المجرور بالباء بدون إعادة الجار؛ أي: وبالأرحام.

(٤) بجر كلمة "وفرسه" بالعطف على الهاء المجرورة بإضافة "غير" إلهيا من غير إعادة الجار؛ وهو المضاف. وهذه العبارة قوله لبعض العرب.

وقطرب هو: أبو علي محمد بن المستنير البصري النحوي الملقب بقطرب. لازم سيبويه وأخذ عنه كثيراً، وكان يدلج إليه؛ فإذا خرج سيبويه سحرًا رآه على بابه؛ فقال له: ما أنت إلا قطرب ليل، فلقب به. والقطرب: دويبة لا تستريح نهارها سعيًا.


* "وإن" شرطية. "على ضمير رفع" متعلق بعطفت ومضاف إليه. "متصل" صفة لضمير. "عطفت" فعل الشرط، والتاء فاعل. "فافصل" الفاء واقعة في جواب الشرط، ولكونه طلبًا دخلته الفاء.
"أو فاصل" معطوف على الضمير. "ما" اسم نكرة نعت لفاصل بمعنى: أي فاصل كان.
"وبلا فعل" بلا متعلق بيرد، والواو للاستئناف، و"لا" اسم بمعنى غير، وفصل مضاف إليه. "في النظم" متعلق بيرد أيضا. "فاشيًا" حال من فاعل يرد. "وضعفه" مفعول اعتقد مقدم، والهاء مضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>