للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل: ومنه ﴿وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ (١)؛ إذ ليس العطف على "السبيل"؛ لأنه صلة المصدر (٢)، وقد عطف عليه "كفر" ولا يعطف على المصدر حتى تكمل معمولاته (٣).

وقد أخذ قطرب كذلك عن عيسى بن عمر، وجماعة من علماء البصرة. قيل أنه لم يكن ثقة في اللغة، وله تصانيف كثيرة؛ منها: العلل، والنحو، والأضداد، وإعراب القرآن. ومات سنة ٢٠٦ هـ، وكان يقول الشعر قليلًا، ومن شعره:

لقد غرت الدنيا رجالا فأصبحوا … بمنزلة ما بعدها متحول

(١) فقوله تعالى: ﴿وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ معطوف على الهاء في ﴿بِهِ﴾ من غير إعادة الجار. قال في المغني: والصواب أن ﴿الْمَسْجِدِ﴾ مجرور بباء محذوفة لدلالة ما قبلها عليها لا بالعطف، ومجموع الجار والمجرور معطوف على ﴿بِهِ﴾ ٢١٧ من سورة البقرة.

(٢) أي وهو ﴿صَدَّ﴾ لأنه متعلق به.

(٣) وذلك لئلا يلزم الفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي؛ فلو عطف ﴿الْمَسْجِدِ﴾ على ﴿سَبِيلِ﴾ لكان من جملة معمولات ﴿صَدَّ﴾؛ لأن المعطوف على معمول المصدر من جملة معمولاته، وفي العطف على الضمير المخفوض يقول الناظم:

وعود خافض لدى عطف على … ضميرخفض لازمًا قد جعلا

وليس عندي لازمًا إذ قد أتى … في النثر والنظم الصحيح مثبتا*


* "وعود خافض" عود مبتدأ، وخافض مضاف إليه. "لدى عطف" لدى ظرف متعلق بعود، وعطف مضاف إليه. "على ضمير خفض" متعلق بعطف، و"خفض" مضاف إليه. "لازمًا" مفعول ثانٍ لجعلا مقدم. "قد جعلا" قد للتحقيق، وجعلا فعل ماض للمجهول. والألف للإطلاق، ونائب الفاعل يعود إلى "عود خافض"، والجملة خبر المبتدأ.
"عندي" متعلق بلازما الواقع خبرا لليس. "إذا" أداة تعليل. "أتى" فعل ماض، وفاعله يعود إلى العطف على الضمير المخفوض. "في النظم" متعلق "بمثبتا" حال من فاعل أتى.

<<  <  ج: ص:  >  >>