للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو كان لحاضر (١)؛ بشرط أن يكون بدل بعض؛ كأعجبتني وجهك (٢)، وقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ﴾ (٣).

أو بدل اشتمال؛ كأعجبتني كلامك (٤)، وقول الشاعر:

بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا (٥)

(١) سواء كان لمتكم أو مخاطب.

(٢) "وجهك" بدل مرفوع من تاء المخاطب، بدل بعض من كل.

(٣) فـ"مَنْ" الموصولة المجرورة باللام في "لِمَنْ"، بدل من ضمير "لَكُمْ"، وأعيدت اللام مع البدل للفصل والتوكيد، وهذه الإعادة جائزة لا واجبة، والجر بها، لا باللام الأولى، ولا بأخرى مقدرة على الأصح. من الآية ٢١ من سورة الأحزاب.

(٤) "كلامك" بالرفع، بدل اشتمال من تاء المخاطب.

(٥) صدر بيت من الطويل، للنابغة الجعدي، من قصيدة أنشدها بين يدي حضرة الرسول وعجزه:

وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

اللغة والإعراب: بلغنا السماء: وصلنا إليها، وهو كناية عن علو المنزلة، مجدنا: المجد كرم الآباء. سناؤنا: السناء الشرف والرفعة. "السماء" مفعول بلغنا. "مجدنا" مجد بدل اشتمال من ضمير المتكلم في "بلغنا" الواقع فاعلًا، والضمير مضاف إليه. "وسناؤنا" معطوف على مجدنا. "لنرجو" اللام للتوكيد وجملة نرجو خبر إن. "فوق" ظرف مكان متعلق بمحذوف حال من مظهرا. "ذلك" مضاف إليه. "مظهرًا" مفعول نرجو؛ وهو مصدر ميمي أو اسم مكان، معناه المصعد. قيل: ولا يبعد أنه مكان في الجنة.

المعنى: يصف قومه بأنهم قد بلغوا الغاية التي يرجوها المؤمل؛ من ارتفاع القدر، وسمو المنزلة، وهم مع ذلك يرقبون منزلة أعلى، قيل إنه لما أنشد هذا بين يدي الرسول قال له: "إلى أين المظهر يا أبا ليلى؟ " فقال: إلى الجنة بك يا رسول الله، فقال الرسول: "أجل، إن شاء الله".

<<  <  ج: ص:  >  >>