للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو بدل كل مفيد للإحاطة؛ نحو: ﴿تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا﴾ (١). ويمتنع إن لم يفدها خلافاً للأخفش؛ فإنه أجاز: رأيتك زيداً، ورأيتني عمراً (٢).

الشاهد: إبدال "مجدنا، وسناؤنا" بدل اشتمال من ضمير المتكلم البارز الواقع فاعلا في بلغنا.

(١) فـ ﴿أَوَّلِنَا﴾، و ﴿آخِرِنَا﴾، بدل كل من الضمير "نا" المجرور باللام؛ ولهذا أعيدت اللام جوازًا مع البدل؛ مجاراة للمبدل منه، وهو مفيد للإحاطة والشمول؛ لأن المراد بـ ﴿أَوَّلِنَا﴾، ﴿وَآخِرِنَا﴾، جميعنا على عادة العرب؛ من ذكر طرفي الشيء، وإرادة جميعه؛ كقوله تعالى: ﴿بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾؛ أي في كل وقت.

وقد اقتصر الناظم في الحالات السابقة، على إبدال الظاهر من ضمير الحاضر فقال:

ومن ضمير الحاضر الظاهر لا … تبدله إلا ما إحاطة جلا

أو اقتضى بعضاً أو اشتمالًا … كإنك ابتهاجك استمالا*

أي: لا تبدل الظاهر من ضمير، إلا إذا أظهر البدل إحاطة؛ أي دل عليها؛ بكونه بدل كل من كل. أو اقتضى بعضا؛ بأن دل على البعضية، أو دل على اشتمال، كقولك: إنك ابتهاجك استمال الليك القلوب وجذبها نحوك.

(٢) أيك على أن "زيدا" و"عمرا"، بدلان من الكاف والياء المنصوبين محلا في رأيتك ورأيتني. ووجه الامتناع، إن لم يفد الإحاطة، عدم الفائدة حينئذ، وينبغي أن يفيد البدل ما لم يفده المبدل منه.


* "ومن ضمير" جار ومجرور متعلق بتبدله. "الحاضر" مضاف إليه. "الظاهر" مفعول لفعل محذوف يفسره تبدله. "لا" ناهية. "تبدله" فعل مضارع مجزوم بلا، والهاء مفعوله تعود إلى الظاهر. "إلا" أداة استثناء. "ما" اسم موصول مستثنى مبني على السكون في محل نصب. "إحاطة" مفعول جلا مقدم، وجملة "جلا" صلة الموصول. "أو اقتضى" معطوف على جلا، والفاعل يعود على البدل. "بعضا" مفعوله. "أو اشتمالًا" معطوف على بعضا. "كإنك" الكاف جارة لقول محذوف. "ابتهاجك" بدل اشتمال من الكاف في إنك الواقع اسما لإن، والكاف مضاف إليه. "استمالا" فعل ماض والفاعل يعود على ابتهاجك، والألف للإطلاق، والجملة خبر إن، أي إن فرحك استمال القلوب إليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>