ويجوز حذف الحرف (١)؛ نحو: ﴿يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا﴾، ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ﴾، ﴿أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّه﴾ (٢). إلا في ثمان مسائل: المندوب (٣)؛ نحو: يا عمرا. والمستغاث (٤)؛ نحو: يا لله. والمنادى البعيد؛ لأن المراد فيهن إطالة الصوت والحذف ينافيه. واسم الجنس غير المعين (٥)؛ كقول الأعمى: يا رجلا خذ بيدي والمضمر (٦)، ونداؤه شاذ، ويأتي على صيغتي المنصوب والمرفوع، كقول بعضهم: يا إياك قد كفيتك (٧)، وقول الآخر:
ويمتنع العكس إلا في حالة التنزيل المذكور.
(١) أي لفظا فقط، مع مراعاة تقديره، ويتعين تقديره "يا" عند الحذف كما أسلفنا؛ لأنها تستعمل في جميع أنواع المنادى.
(٢) أي بتقدير حرف النداء "يا" في الجميع. وقد مثل بثلاثة أمثلة للمنادى: المفرد، والشبيه به، والمضاف. وقيل: أن ﴿عِبَادَ اللَّهِ﴾ مفعول ﴿أَدُّوا﴾، ومضاف إليه، ولا شاهد فيه حينئذ.
(٣) وهو المتفجع عليه، أو المتوجع منه، وسيأتي إيضاحه في بابه.
(٤) وهو من ينادي ليخلص من شدة، أو يساعد في دفعها، وقريبًا نوضحه في مكانه، ومنه المتعجب منه، نحو: يا للماء! إذا تعجب من كثرته.
(٥) هو: النكرة غير المقصود؛ لأنها غير متهيئة فتحتاج إلى زيادة تنبيه.
(٦) المراد ضمير المخاطب؛ لأن غيره لا ينادي مطلقاً؛ فلا يقال: يا أنا، ولا يا هو. وإنما امتنع الحذف لأن حذف الحرف معه يفوت الدلالة على النداء.
(٧) قيل: إن الأحوص اليربوعي وفد مع ابنه على معاوية، فقام الأب فخطب؛ فلما انتهى قام الابن ليخطب فقال له الأب ذلك؛ أي قد أغنيتك عن القول. وبعضهم أعرب "يا" للتنبيه، و"إياك" مفعول لفعل محذوف يفسره "كفيتك" المذكور، ويكون من باب الاشتغال، ولا شاهد فيه.
"والهمز للداني" مبتدأ وخبر. "وواو" مبتدأ قصة لفظه. "لمن" متعلق بمحذوف خبر، وجملة "ندب" صلة من "أو يا" معطوف على "وا". "وغير "مبتدأ. "وا" مضاف إليه. "لدى" ظرف متعلق باجتنب. "اللبس" مضاف إليه، وجملة "اجتنب" خبر المبتدأ، وهو "غير".