للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحو: نحن معاشر الأنبياء لا نورث (١). ويفارق المنادى في أحكام.

أحدها: أنه ليس معه حرف نداء، لا لفظاً ولا تقديراً.

الثاني: أنه لا يقع في أول الكلام، بل في أثنائه، كالواقع بعد "نحن" في الحديث المتقدم، أو بعد تمامه، كالواقع بعد "أنا" و"نا" في المثالين قبله.

الثالث: أنه يشترط أن يكون المقدم عليه اسماً بمعناه (٢).

والغالب كونه ضمير تكلم، وقد يكون ضمير خطاب؛ كقول بعضهم: "بك الله نرجو الفضل" (٣).

ومنه قول رؤبة:

بنا تميماً يكشف الضباب

(١) هذا جزء من حديث، وتمامه: "ما تركناه صدقة". "ما" اسم موصول مبتدأ. "تركناه" الجملة صلة. "صدقة" خبر المبتدأ.

هذا: وبين الاختصاص والنداء تشابه في أمور؛ هي:

أ- إن كلا منهما يفيد الاختصاص وهو في هذا الباب خاص بالمتكلم أو المخاطب، وفي باب النداء مقصور على المخاطب.

ب- أن كلا منهما للحاضر؛ أي المتكلم أو المخاطب، وإن كان النداء لا يكون للمتكلم.

جـ- أن كلان منهما يرى معه الاسم أحياناً مبنيًا على الضم في محل نصب في "اي" و"أية"، مع وجود "ها" التنبيه، والنعت بعدهما، وتارة يكون منصوبًا.

د- أن الاختصاص يقصد به تقوية المعنى وتوكيده، وكذلك يكون النداء أحياناً، أما الأمور التي يختلفان فيها فقد أوضحها المصنف.

(٢) - أي: أن يكون المراد منهما شيئاً واحدًا.

(٣) "بك" جار مجرور متعلق بنرجو. "الله" منصوب على الاختصاص بفعل محذوف وجوبًا؛ وهو علم. "الفضل" مفعول نرجو. وفي هذا المثال ولي المختص ضمير المخاطب، وهو قليل، والأكثر أن يلي ضمير المتكلم؛ واحدا، أو مثنى، أو مجموعا، وكذلك جاء علما وهو نادر، ولا يقع المختص بعد ضمير غيبة، ولا بعد اسم ظاهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>