للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والرابع والخامس: أنه يقل كونه علما، وأنه ينتصب (١) مع كونه مفرداً، كما في هذا المثال.

والسادس: أنه يكون بأل قياساً؛ كقولهم: "نحن العرب أقرى الناس للضيف".

(١) أي لفظاً لا محلا فقط، وهذا في غير "أي"، و"أية"؛ فإن نصبهما محلي لا غير، وهما مبنيان على الضم في محل نصب، ومن الفروق غير ذلك: أن "اي"، و"اية" توصفان في النداء باسم الإشارة، وهنا لا توصفان به، وصفتهما واجبة الرفع اتفاقا، بخلافهما في النداء. والمختص لا يكون موصولا، ولا ضميرا، ولا مستغاثا ولا مندوبا، ولا يرخم، بخلاف النداء في ذلك كله. والعامل هنا محذوف وجوبا مع فاعله بدون تعويض، أما في النداء فحرف النداء عوض عنهما. وهذه الفروق كلها راجعة إلى اللفظ.

ويفترقان معنى في أن الكلام مع الاختصاص خبر، ومع النداء إنشاء، وأنه قد يفيد الفخر والتواضع، بخلاف النداء؛ فإن الغرض الأصلي منه طلب الإقبال، وأن الغرض منه تخصيص مدلوله من بين أمثاله بما نسب إليه، وليس الأمر كذلك في النداء. وقد اقتصر الناظم على بعض ما سبق بيانه؛ فأجمل موضوع الاختصاص في بيتين؛ هما:

الاختصاص كنداء دون يا … كـ"أيها الفتى" بإثر "أرجوانيا"

وقد يرى ذو دون "أي" "أل" … كمثل "نحن العرب أسخى من بذل"

أي: أن الاختصاص يشبه النداء لفظاً، بدون حرف نداء. ولا بد أن يسبقه شيء، وأن تصاحبه الألف واللام غالبًا؛ كالمثال الذي ذكره؛ وهو: "أيها الفتى" بإثر -أي بعد- "ارجوني". وقد يرى الاختصاص مستعملا من غير لفظ "أي"، أو "أية" ويكون اسما مشتملا على "أل"؛ كقولك: "نحن العرب أسخى من بذل"؛ أي: أكرم من أعطى ماله.


* "الاختصاص" مبتدأ. "كندا" خبر. "دون" ظرف نعت لنداء، و"يا" مضاف إليه. "كأيها" الكاف جارة لقول محذوف، و"أي" منادى في محل نصب بأخص وجوبا، و"ها" حرف تنبيه. "الفتى" نعت لأي. "بأثر" حال من أيها. "ارجونيا" قصد لفظه، مضاف إليه.
"ذا" نائب فاعل يرى. "دون أي" دون ظرف متعلق بمحذوف، حال من ذا، وأي مضاف إليه. "تلو أل" تلو مفعول ثان ليرى، وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل مضاف إلى أل. "كمثل" خبر لمبتدأ محذوف. "نحن" مبتدأ "العرب" مفعول لفعل محذوف وجوبا، والجملة معترضة بين المبتدأ وخبره؛ وهو "أسخى". "من" اسم موصول مضاف إليه. "بذل" الجملة من الفعل والفاعل صلة "من".

<<  <  ج: ص:  >  >>