للإضافة إلى الأسماء الظاهرة إنما هو المظهر لا المضمر (١). وإن ذكر المحذر بغير لفظ "إياه"، أو اقتصر على ذكر المحذر منه؛ فإنما يجب الحذف، إن كررت أو عطفت (٢)؛ فالأول نحو: نفسك نفسك، والثاني نحو: الأسد الأسد. و ﴿نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ (٣).
وفي غير ذلك يجوز الإظهار؛ كقوله:
خل الطريق لمن يبني المنار به (٤)
(١) ذلك لأن الإضافة للتعريف أو التخصيص، والضمير في غنى عن ذلك؛ لأنه أعرف المعارف؛ قال صاحب اللمع: ويجوز أن يكون المحذر منه ضميرا غائبا معطوفا على المحذر، كقول الشاعر:
فلا تصحب أخا الجهل
وإياك وإياه
وعلى ذلك لا يكون التحذير بضميري الغائب والمتكلم شاذا، إلا إذا كان محذرا لا محذرا منه، وهذا وما قبله هما الأسلوبان الثاني والثالث من أساليب التحذير اللذان أشرنا إليهما أول الباب.
(٢) ذلك لأنهم جعلوا العطف والتكرار كالبدل من الفعل، ولا يكون العطف إلا بالواو خاصة.
(٣) ﴿نَاقَةَ اللَّهِ﴾ ناقة منصوب بفعل مضمر وجوبا على التحذير، ولفظ الجلالة مضاف إليه. و ﴿سُقْيَاهَا﴾ معطوف على الناقة؛ أي: ذروا ناقة الله وسقياها فلا تمنعوها عنها؛ فقد عطفت الواو محذرا منه على مثله. ويجوز في هذا أن تكون الواو للمعية؛ فينصب ما بعدها على أنه مفعول معه، وحينئذ يجوز إظهار العامل لعدم العطف. الآية ١٣ من سورة الشمس.
(٤) صدر بيت من البسيط، لجرير، من قصيدة يهجو فيها عمر بن لجإ التيمي، وهو من شواهد سيبويه، وعجزه:
وابرز ببرزة حيث اضطر القدر
اللغة والإعراب: خل: فعل أمر؛ من التخلية؛ أي اترك ودع. الطريق: المراد هنا سبيل المجد والشرف. المنار: علامات توضع في الطريق ليهتدي بها السالكون. أبرز: