للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان حالًا؛ كقراءة ابن كثير: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ (١)، وقول الشاعر:

يمينًا لأبغض كل امرئٍ (٢)

أو كان مفصولًا من اللام (٣)؛ مثل: ﴿وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾ (٤)؛ ونحو: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ (٥).

(١) أي يجعل اللام للقسم؛ لأن لام جواب القسم الداخلة على المضارع تخلص زمنه للحال عند فريق من النحاة؛ فالإقسام موجود عند المتكلم، ونون التوكيد تخلصه للمستقبل، فيتعارضا. أول سورة القيامة.

(٢) صدر بيت من المتقارب، لم ينسب لقائل، وعجز:

يزخرف قولًا ولا يفعل

اللغة والإعراب: أبغض: أكره، مضارع ماضيه أبغض؛ كأكرم، وقولهم: ما أبغضه لي، شاذ. يزخرف: يزين ويحسن. "يمينا" مفعول مطلق لفعل محذوف من معناه؛ أي أقسم. "لأبغض" اللام واقعة في جواب القسم. وأبغض فعل مضارع. "كل امرئ" كل مفعول أبغض، وامرئ مضاف إليه. "يزخرف" الجملة صفة لامرئ.

المعنى: أقسم أني أبغض وأمقت، ولا أحب كل إنسان يقول قولًا مزخرفًا مملوءًا بالمواعيد والأفعال الكريمة، ولكنه لا ينفذ شيئًا مما يقول.

الشاهد: في "لأبغض"؛ حيث لم يؤكد بالنون مع أنه مضارع مثبت مقترن بلام الجواب متصل بها؛ ذلك لأنه ليس مستقبلًا؛ فإن البغض حاصل عند المتكلم.

(٣) ذلك لأن الفصل يدل على عدم الاهتمام بالفعل، وهذا ينافي التوكيد؛ سواء كان الفصل بمعمول الجواب أو بغيره، وقد مثل لهما المصنف.

(٤) "لئن" اللام موطئة لقسم محذوف، و"إن" شرطية. "لإلى" اللام موطئة للجواب؛ وهو "تحشرون"؛ أي لتحشرون إلى الله، فقد فصل بين اللام والفعل بمعموله.

(٥) "يعيطك" معطوف على جواب القسم؛ وهو "ما ودعك"، والمعطوف على الجواب جواب، وقد فصل بين اللام والفعل بسوف. الآية ٥ من سورة الضحى، ومثل الفصل بسوف الفصل بالسين أو "قد".

<<  <  ج: ص:  >  >>