للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثانية: أن يكون قريبًا من الواجب؛ وذلك: إذا كان شرطًا لإن المؤكدة بـ"ما" (١)؛ نحو: ﴿وَإِمَّا تَخَافَن﴾، ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَن﴾، ﴿فَإِمَّا تَرَيْن﴾ (٢).

ومن ترك توكيده قوله:

يا صاح إما تجدني غير ذي جدة (٣)

وهو قليل، وقيل يختص بالضرورة.

(١) أي: إذا كان المضارع فعل شرط لأن الشرطية المدغمة فيها "ما" الزائدة للتوكيد.

ويرى المبرد والزجاج: أن التوكيد في هذه الحالة واجب إلا في ضرورة الشعر.

(٢) "إن" شرطية مدغمة في "ما" الزائدة. "ترين" فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن، وعلامة جزمه حذف نون الرفع، والياء المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل، ونون التوكيد حرف لا محل له، وجواب الشرط قوله تعالى: ﴿فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا﴾، وأصله "ترأيين"، نقلت حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت فقلبت الياء ألفا على القاعدة، ثم حذفت لالتقاء الساكنين؛ فصار "ترين"، فحذفت النون للجازم، وأكد فالتقى ساكنان، فحركت الياء بالكسر للتخلص من الساكنين. من الآية ٢٦ من سورة مريم ﴿وَإِمَّا تَخَافَن﴾: من الآية ٥٨ من الأنفال ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ﴾ من الآية ٤١ من الزخرف.

(٣) صدر بيت من البسيط، لم يعلم قائله، وعجزه:

فما التخلي عن الخلان من شيمي

اللغة والإعراب: جدة: غنى وسعة في المال. الخلان: جمع خليل: شيمي: طبيعتي وخلقي. "يا" للنداء. "صاح" منادى مرخم صاحب. "إما" إن شرطية، و"ما" زائدة "تجدني" مضارع، فعل الشرط، مجزوم بإن، والنون للوقاية، والياء مفعول أول. "غير" مفعول ثان. "ذي جدة" ذي مضاف إليه، وهو مضاف إلى جده، "فما" الفاء واقعة في جواب الشرط. "ما" نافية. "التخلي" اسم "ما" أو مبتدأ. "عن الخلان" متعلق بالتخلي. "من شيمي" خبر على الحالين. وجملة المبتدأ والخبر جواب الشرط.

المعنى: يقول لصاحبه وصديقه: إن كنت لست في سعة من المال، ولا أستطيع مساعدة إخواني بمالي، فلا أستطيع التخلي عنهم ونصرتهم بنفسي؛ لأن ذلك ليس من خلقي ولا من شيمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>