للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو كان الضمير السابق في المسألة الأولى مرفوعا، وجب الوصل (١)؛ نحو: ضربته.

=

أمن آل نعم أنت غاد فمبكر … غداة غد أم رائح فمهجر

اللغة والإعراب:

حال: تغير وتحولت حالته. عن العهد: عما عهدناه فيه من الشباب والنضرة. "لئن" اللام موطئة للقسم، وإن شرطية. "كان" فعل الشرط واسمها يعود على عمر المعبر عنه بالمغيري في الأبيات قبله. "إياه" خبر كان. "لقد حال" اللام واقعة في جواب القسم المحذوف، وقد سد مسد جواب الشرط.

المعنى: لئن كان هذا الذي نراه هو عمر، فلقد تغيرت هيئته، وتحولت حاله عما كنا نعهده فيه، من القوة والشباب والحسن. ثم قال مسليا لها: والإنسان قد يتغير حاله بمرور الزمان وتقلبات الدهر.

الشاهد: في "كان إياه"؛ حيث أني بخبر كان الناسخة منفصلا، وذلك جائز، ولو وصل لقال: كانه. وقد أشار الناظم إلى المسألتين المذكورتين، وما فيهما من خلاف بقوله:

وصل أو افصل هاء "سلنيه" وما … أشبهه في "كنته" الخلف انتمى

كذاك "خلتنيه" واتصالا … أختار غيري اختار الانفصالا*

أي: إنه يجوز الوصل والفصل في هاء "سلنيه" وما أشبهه؛ من كل فعل غير ناسخ أو شبهه، ينصب ضميرين، أولهما أعرف من الثاني. ولم يبين ابن مالك الخلاف في هذه المسألة، وبين الخلاف في غيرها؛ فقال: إن الخلف انتمى -أي: اشتهر- في "كنته" وفي "خلتنيه"؛ من كل فعل ناسخ ينصب مفعولين. وهو يختار الاتصال، وغيره يختار الانفصال.

(١) هذا إذا كان العامل فعلا؛ ليكون متصلا بعامله، ولا يجوز في المثال ضربت إياه؛ تمشيا مع القاعدة؛ فإن كان العامل اسما جاز الأمران؛ تقول: سررت بإكراميك، أو بإكرامي إياك.


* وصل فعل أمر. "أو افصل" الجملة معطوفة على جملة "صل"، و"أو" للتخيير. "هاء" مفعول تنازعه الفعلان، وأعمل الثاني "سلنيه" مضاف إليه مقصود لفظه. "وما" اسم موصول معطوف على سلنيه، واقعة على ضمير "أشبهه" الجملة من الفعل، والفاعل المستتر، والمفعول صلة ما، والهاء في أشبهه عائدة على هاء سلنيه. "في كنته" متعلق بانتمى "الخلف" مبتدأ. "انتمى" الجملة خبر. "كذلك" جار ومجرور خبر مقدم. "خلتنيه" مبتدأ مؤخر مقصود لفظه. "واتصالا" مفعول مقدم لأختار. "غيري" مبتدأ ومضاف إليه. "اختار الانفصالا" الجملة من الفعل والفاعل المستتر، والمفعول خبر المبتدأ، والألف للإطلاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>