للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو كان غير أعرف وجب الفصل؛ نحو: أعطاه إياك أو إياي، أو أعطاك إياي (١)، ومن ثم (٢) وجب الفصل إذا اتحدت الرتبة (٣)؛ نحو: ملكتني إياي وملكتك إياك، وملكته إياه.

وقد يباح الوصل إن كان الاتحاد في الغيبة، واختلف لفظ الضميرين (٤)؛

(١) وفي هذا يقول الناظم:

وقدم الأخص في اتصال … وقدمن ما شئت في انفصال*

أي: إذا اجتمع ضميران منصوبان، أحدهما أخص من الآخر، وجب تقديم الأخص، إن كانا متصلين، ويجوز تقديم غير الأخص، إذا كانا منفصلين؛ وذلك بشرط أمن اللبس؛ فإن خيف اللبس؛ وذلك إذا صلح كل من المفعولين؛ لأن يكون فاعلًا؛ لم يجز؛ نحو: محمد أعطيتك إياه؛ فلا تقول. محمد أعطيته إياك؛ لأنه لا يعلم حينئذ هل محمد مأخوذ أو أخذ؟ وإن كان المعهود أن المتقدم هو الفاعل.

وأجاز المبرد، وكثير من القدماء الاتصال، مع تقديم غير الأعرف؛ تقول: الدرهم أعطيتهوك، ومنه قول عثمان : أراهمني الباطل شيطانا، والأصل: أراهم الباطل إياي شيطانا؛ أي: إن الباطل أرى القوم أني شيطان؛ فالباطل فاعل أرى، والهاء مفعول أول، والباء مفعول ثان، وشيطانا ثالث.

(٢) أي: من أجل وجوب الفصل، إذا تقدم غير الأعرف.

(٣) أي: تساويا في درجة التعريف؛ بأن كانا لمتكلم، أو مخاطب، أو غائب؛ لأنه يصدق عليه أن المتقدم غير أعرف.

(٤) أي: في التذكير والتأنيث، والإفراد وغيره. وفي هذا يقول الناظم:

وفي اتحاد الرتبة الزم فصلا … وقد يبيح الغيب فيه وصلا*

أي: إذا اتحد الضميران المذكوران في باب "سلنيه" و"خلتنيه" في الرتبة؛ بأن كان لمتكلمين أو مخاطبين أو غائبين، وجب الفصل في أحدهما، وقد يجوز الوصل إذا كانا لغائبين؛ واختلف لفظهما؛ تذكيرا أو تأنيثا، وإفرادا وتثنية وجمعا.


* "وقدم" فعل أمر مبني على السكون، وحُرِّك بالكسر للتخلص من الساكنين. "الأخص" مفعول. "في اتصال" جار ومجرور متعلق بقدم. "وقدمن" فعل أمر مبني على الفتح؛ لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة. "ما" اسم موصول مفعوله. "شئت" الجملة لا محل لها صلة الموصول في "انفصال" متعلق بقدمن.
* "وفي اتحاد" جار ومجرور متعلق بالزم. "الرتبة" مضاف إليه. "فصلا" مفعول الزم. "وقد" حرف تقليل "يبيح الغيب" فعل وفاعل "فيه" متعلق بيبيح، والضمير في فيه عائد على اتحاد الرتبة "وصلا" مفعول يبيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>