للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقوله:

أنا لهماه قفو أكرم والد (١)

فصل: قد مضى أن ياء المتكلم من الضمائر المشتركة بين محلي النصب والخفض؛ فإن نصبها فعل، أو اسم فعل، أو ليت، وجب قبلها نون الوقاية (٢).

(١) عجز بيت من الطويل، لم ينسب لقائل، وصدره:

لوجهك في الإحسان بسط وبهجة

اللغة والإعراب:

بسط: بشاشة وطلاقة. بهجة: جمال وسرور. قفو: اتباع واقتداء. "لوجهك" جار ومجرور خبر مقدم. "بسط" مبتدأ مؤخر. "في الإحسان" متعلق به. "وبهجة" معطوفة على بسط. "أنالهماه" أنال فعل ماض متعد لاثنين؛ هما: ضمير تثنية مفعول ثان مقدم، عائد إلى البسط والبهجة، والهاء مفعول أول، يرجع إلى وجه. "قفو" فاعل مضاف إلى ما بعده، من إضافة المصدر لمفعوله.

المعنى: يقول: إن وجهك تظهر عليه البشاشة والحسن، عند الإحسان والعطاء، وهاتان الصفتان أورثهما لك اقتداؤك بوالدك، وهو أكرم والد.

الشاهد: في "أنالهماه"؛ حيث أتى بالضمير الثاني -وهو ضمير المفرد الغائب- متصلا، والأول ضمير غائب للمثنى. والأكثر في هذه الحالة الانفصال؛ وإنما خص جواز الاتصال والانفصال عند اتحاد الرتبة بضميري الغيبة؛ لصحة اختلاف لفظهما، واختلاف مدلولهما كما في البيت، فنزل ذلك اختلاف الضميرين.

(٢) هي نون مكسورة؛ سميت بذلك لأنها في الغالب تقي الفعل وتصونه من وجود كسرة في آخره، عند إسناده لياء المتكلم، وتمنع اللبس، في مثل: أكرمني في الأمر؛ فلولاها لالتبست ياء المتكلم بياء المخاطبة، وأمر المذكور بأمر المؤنثة؛ كما تقي غير الفعل من تغيير آخر يلحق به؛ وتسمى كذلك "ياء النفس". وقد تحذف ياء المتكلم، وتبقى النون مكسورة للدلالة عليها نحو قوله -تعالى: ﴿أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ﴾؛ أي: فبم تبشرونني؟

<<  <  ج: ص:  >  >>