للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما "الفعل" نحو: دعاني، ويكرمني، وأعطني، وتقول: قام القوم ما خلاني وما عداني وحاشاني، إن قدرتهن أفعالا (١)، قال:

تمل الندامى ما عداني فإنني (٢)

وقوله: ما أفقرني إلى عفو الله، وما أحسنني إن اتقيت الله، وقال بعضهم: عليه رجلا ليسني (٣)، أي: ليلزم رجلا غيري، وأما تجويز الكوفي ما أحسني، فمبني على أن قوله: "أحسن" ونحوه اسم.

(١) أما إذا قدرتهن أحرف جر، و"ما" زائدة، فإن النون تسقط، وهذا قليل.

(٢) صدر بيت من الطويل، لم ينسب لقائل، وعجزه:

بكل الذي يهوى نديمي مولع

اللغة والإعراب:

تمل؛ من الملل وهو السأم؛ يقال: مل الشيء: سئمه. الندامى: جمع ندمان؛ وهو النديم: المسامر على الشراب. مولع: مغرم، من أولع بالشيء، أغرى به وأحبه. "الندامى" نائب فاعل. ما" مصدرية. "عداني" فعل ماض، والنون للوقاية، والياء مفعول، والفاعل عائد على البعض المفهوم من الفعل السابق، أو على اسم فاعل، كما سيأتي في بابه. "فإنني" الفاء للتعليل، وإن واسمها. "بكل الذي" متعلق بمولع، ومضاف إليه. "يهوى نديمي" الجملة من الفعل والفاعل صلة الذي، والعائد محذوف؛ أي: يهواه. "مولع" خبر إن.

المعنى: يمل الناس نداماهم وسمارهم إلا أنا، فلا أمل ولا يستغنى عني؛ لأني مغرم بقضاء كل ما يحبه مني نديمي.

الشاهد: في "ما عداني"؛ حيث دخلته نون الوقاية، وهو فعل ماض؛ بدليل تقدم "ما" المصدرية عليه.

(٣) قول لبعض العرب، حكاه سيبويه، وقد بلغه أن رجلا يهدده. "عليه" اسم فعل بمعنى المضارع المقترن بلام الأمر؛ أي: ليلزم. "رجلا" مفعول به. "ليسني" فعل ماض، واسمها يعود إلى رجل، والنون للوقاية، وياء المتكلم خبر، وقد لحقت النون "ليس"؛ بناء على الصحيح من أنها فعل لا حرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>