للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الرابعة: أن يكون قليلاً؛ وذلك بعد "لا" النافية، أو "ما" الزائدة التي لم تسبق بإن (١)؛ كقوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً﴾ (٢)، وكقولهم:

ومن عضة ما ينبتن شكيرها (٣)

(١) أي لم تدغم في "إن" الشرطية؛ سواء سبقت بأداة شرط أخرى، نحو: متى ما تجلس أجلس، أم لا؛ كما مثل المصنف. ويدخل في ذلك: "ما" الزائدة بعد "رب" على رأي سيبويه؛ نحو: ربما يأتين الخير من العدو، ومنعه بعضهم، والقلة في هذه الحالة بالنسبة لما تقدم، وإلا فهو كثير في نفسه.

(٢) أكد "تصيبن" بعد "لا" النافية تشبيهًا لها بالناهية صورة، والجملة صفة لفتنة، فتكون الإصابة عامة للظالمين وغيرهم، لا خاصة بالظالمين. الآية ٢٤ من الأنفال.

(٣) مثل عربي يضرب للفرع الذي ينشأ كأصله. وقد جاء عجز بيت من الطويل لشاعر، لم يذكر اسمه، وصدره:

إذا مات منهم سيد سرق ابنه

اللغة والإعراب: عضة: شجر ذات شوك من أشجار البادية، والجمع عضاء. شكيرها: الشكير: ما ينبت حول الشجرة من أصلها. "إذا" ظرف للمستقبل. "منهم" متعلق بمحذوف حال من "سيد" الواقع فاعلا لمات، والجملة في محل جر بإضافة إذا. "ابنه" فاعل سرق. "من عضة" جار ومجرور متعلق بينبتن. "ما" زائدة. "شكيرها" شكير فاعل ينبتن، والهاء العائدة إلى عضة مضاف إليه.

المعنى: إذا مات من هؤلاء القوم شخص، سرق ابنه صفاته وخلاله وأصبح مثله؛ وإنما يجيء الفرع وفق أصله.

الشاهد: في "ينبتن"؛ فقد أكد الفعل المضارع بالنون الثقيلة؛ لوقوعه بعد "ما" الزائدة غير المسبوقة بإن الشرطية.

<<  <  ج: ص:  >  >>