للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقول الآخر:

فليتك يوم الملتقى ترينني (١)

وقوله:

أفبعد كندة تمدحن قبيلا (٢)

(١) صدر بيت من الطويل، لم يعين قائله، وعجزه:

لكي تعلمي أني امرؤ بك هائم

اللغة والإعراب: يوم الملتقى: يريد يوم الحرب التي يلتقي فيها الأقران. هائم: غارق في الحب. "فليتك" ليت حرف تمن ونصب، والكاف اسمها. "يوم الملتقى" يوم ظرف الأمثال، وقد سبق قريبا بيان ذلك، والجملة خبر ليت. "لكي" اللام حرف جر وتعليل، و"كي" مصدرية. "تعلمي" فعل مضارع منصوب بكي بحذف النون. والياء فاعل. "أني امرؤ" الجملة من أن ومعموليها سدت مسد مفعولي تعلمي. "بك" متعلق بـ"هائم" الواقع صفة لامرؤ.

المعنى: يتمنى أن تراه في هذا اليوم؛ حيث ينشط الأبطال فيه نشاطًا تامًا، ويذكر كل منهم أحب الناس إليه؛ ليكون ذلك أبعث على نشاطه، وأشد إثارة لشجاعتة وإقدامه؛ حتى تعلم أنه بها مغرم متيم؛ بالنون، لوقوعه بعد أداة التمن؛ وهي "ليت".

(٢) وعجز بيت من الكامل، وهو من أبيات سيبويه، وينسب إلى امرئ القيس، وصدره:

قالت فطيمة حل شعرك مدحه

اللغة والإعراب: فطيمة: تصغير فاطمة تصغير ترخيم. حل: فعل أمر من حلأه عن الماء؛ أي منعه وطرده، وأصله: حلئ، فقلبت الهمزة ياء لسكونها إثر كسرة ثم حذفت تخفيفًا. كندة: اسم قبيلة امرئ القيس. قبيلا: أي قبيلة، ورخم للضرورة. "حل" فعل أمر. الخافض، والهاء مضاف إليه. "أفبعد" الهمزة للاستفهام، والفاء عاطفة على محذوف؛ أي: أنعتد بقبيل فبعد كندة تمدحن. "بعد" ظرف متعلق بتمدحن المذكور. "كندة" مضاف إليه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. "قبيلا" مفعول تمدحن.

المعنى: أن محبوبته فاطمة قالت له: تجنب المدح في شعرك؛ لأنه ليس هنالك من يستحق المدح والثناء بعد قبيلتك.

الشهد: في "تمدحن"؛ حيث أكد بعد همزة الاستفهام. ولم يمثل المصنف لباقي أنواع الطلب، ومثل المضارع بعد أداة الأمر: لتحذرن الحاقدين فإنهم كثر، وبعد العرض: ألا تنسين إساءة من اعتذر إليك، وبعد الدعاء: لا يبعدن أصدقائي المخلصون؛ فإنهم عون لي عند الشدائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>