وقوله:
من يثقفن منهم فليس بآئب (١)
فصل: في حكم آخر المؤكد:
اعلم أن هنا أصلين يستثنى من كل منهما مسألة:
الخفيفة المنقلبة ألفا، مجزوم بلم. "شيخا" مفعول ثان ليحسب. "على كرسيه" الجار والمجرور متعلق بمحذوفه صفة لشيخا. "معمما" صفة ثانية له.
المعنى: يصف الشاعر قعب لبن علته رغوة حتى امتلأ، يظنه الجاهل الذي لا يعلم الحقيقة شيخا لابسًا عمامته البيضاء، وقد جلس وتربع فوقه كرسيه.
وقيل إنه يصف جبلا عمه الخصب، وحفه النبات، والأجود ما قلنا كما عليه الأكثرون.
الشاهد: في "لم يعلما"؛ حيث أكد بالنون الخفيفة المنقلبة ألفا بعد "لم"، وهو قليل نادر.
(١) صدر بيت من الكامل، لابنه مرة الحارثي، من ثلاثة أبيات، ترثي بها أباها، وكانت باهلة قد قتلته، وتمامه:
أبدًا وقتل بني قتيبة شافي
اللغة والإعراب: يثقفن: يوجدن، من ثقفته: وجدته، ويروى بتاء الخطاب، وبنون المتكلم مبنيًا للفاعل؛ أي تجدن، أو نجدن، آئب: اسم فاعل من آب يئوب؛ أي رجع: بني قتيبة: فرع من باهلة، "من" شرطية جازمة مبتدأ. "يثقفن" فعل مضارع مجزوم وهو فعل الشطر مؤكد بالنون الخفيفة. "فليس" الفاء واقعة في جواب الشرط. "بآئب" خبر ليس على زيادة الباء، والجملة خبر المبتدأ. "وقتل بني قتيبة "قتل مبتدأ، وبني مضاف إليه، وهو مضاف إلى قتيبة. "شافي" خبر "قتل".
المعنى: من يوجد بني قتيبة فسيقتل حتما، ولن يرجع أبدًا إلى قومه؛ فإن قتلهم يشفي الغلة، ويطفئ جذوة الغضب، بسبب ما سفكوا من دماء.
الشاهد: تأكيد "يثقفن" بالنون الخفيفة بعد "من" الشرطية، وقد أشار الناظم إلى الأقسام المتقدمة بقوله:
للفعل توكيد بنونين هما … كنوني اذهبن واقصدنهما
يؤكدان "افعل" و"يفعل" آتيا … ذا طلب أو شرطا "امَّا" تاليا
أو مثبتا في قسم مستقبلا … وقل بعد "ما" و"لم" وبعد "لا