الأصل الأول: أن آخر المؤكد يفتح (١)؛ تقول: لتضربن، واضربن، ويستثنى من ذلك: أن يكون مسندًا إلى ضمير ذي لين (٢)؛ فإنه يحرك آخره حينئذ بحركة تجانس ذلك اللين (٣)؛ كما نشرحه.
والأصل الثاني: أن ذلك اللين يجب حذفه إن كان ياء، أو واوًا؛ تقول: اضربن يا
وغير "إما" من طوالب الجزا … وآخر المؤكد افتح كابرزا
أي يلحق الفعل للتوكيد نونان؛ إحداهما ثقيلة كنون "اذهبن"، والثانية خفيفة كنون "اقصدنهما" وهما يؤكدان "افعل"؛ أي فعل الأمر، و"يفعل"؛ أي المضارع الآتي؛ أي المستقبل، إذا كان دالا على الطلب، أو شرطا تاليًا إما، أو واقعا جواب قسم مثبتا مستقبلا ويقل دخل النون على المضارع الواقع بعد "ما" التي لا تصحب إن، والواقع بعد "لم" وبعد "لا" النافيتين، والواقع بعد غير "إما" من أدوات الشرط التي تطلب جزاء. ثم ذكر الناظم أن آخر المؤكد يبنى على الفتح؛ كابرزا؛ أصله "ابرزن" بالنون الخفيفة المنقلبة ألفًا للوقف.
(١) سواء أكان صحيحا أم معتلا، أمرًا أو مضارعا، كما مثل المصنف.
(٢) أي: ألف، أو واو، أو ياء.
(٣) فيضم قبل الواو، ويكسر قبل الياء، ويفتح قبل الألف، وفي ذلك يقول الناظم:
واشكله قبل مضمر لين بما … جانس من تحرك قد علما
أي أشكل المضارع الصحيح الآخر؛ إذا وقع قبل ضمير لين؛ أي إذا اتصل به ألف اثنين، أو واو جماعة، أو ياء مخاطبة، بحركة تجانس وتساير ذلك اللين.
"للفعل" خبر مقدم، "توكيد" مبتدأ مؤخر. "بنونين" متعلق بتوكيد. "هما كنوني" مبتدأ وخبر، والجملة في محل جر صفة لنونين. "اذهبن" مقصود لفظه مضاف إليه. "واقصدنهما" معطوف عليه كذلك. "افعل" مقصود لفظه مفعول به ليؤكدان. "ويفعل" معطوف عليه. "آتيا" حال من "يفعل"، وفيه ضمير هو فاعله. "ذا طلب" ذا حال من الفاعل، وطلب مضاف إليه. "أو شرطا" معطوف على ذا طلب. "اما" مفعول مقدم لتاليا الواقع صفة لشرطا. "أو مثبتا" معطوف على شرطا. "في قسم" متعلق به. أو بيا. "مستقبلا" حال من ضمير مثبتة أو آتيا. "وقل" فعل ماض، والفاعل يعود إلى التوكيد بنونيه. "بعد" ظرف متعلق به. "ما" مضاف إليه مقصود لفظه. "ولم" عطف على ما. "وبعد لا" كذلك. "وغير إما" وغير عطف على "لا"؛ وإما مضاف إليه. "من طوالب" متعلق بمحذوف. حال من غير إما. "الجزا" -بالقصر- مضاف إليه. "وآخر المؤكد" آخر مفعول مقدم لافتح، والمؤكد مضاف إليه. "كابرزا" الكاف جارة لقول محذوف، و"ابرزا" فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة الثقيلة ألفا للوقف، والفاعل أنت.