ونقل ابن الحاجب (٣) أن من العرب من يصرفه، وأنكر ابن مالك عليه ذلك (٤). وإن سمي بهذا الجمع، أو بما وازنه؛ من لفظ أعجمي؛ مثل "سراويل" و"شراحبيل"(٥)، أو لفظ
(١) أي "كدنانير" مثلا.
(٢) أي: وسروالة لفظ عربي، وهذا رأي المبرد، وهو الصواب. وأنكر بعضهم "سروالة"، وقال: إن سراويل جمع سروال. ومهما يكن، فإن "سراويل" وشبهة؛ مما يدل على مفرد وصيغته صيغة منتهى الجموع، ممنوع من الصرف للمشابهة وإن دل على مفرد، وفي هذا يقول الناظم:
و"السراويل" بهذا الجمع … شبه اقتضى عموم المنع
أي أن لكلمة "سراويل" -وهي مفرد على صورة الجمع- شبها بصيغة منتهى الجموع، يقتضى منعها منم الصرف منعا عاما لذلك.
(٣) هو العلامة جمال الدين أبو عمر، عثمان بن عمر بن الحاجب الكردي، ولد بإسنا من بلاد الصعيد، وكان أبو جنديًا كرديا حاجبا للأمير عزار بن الصلاحي، فنشأ بالقاهرة وحفظ القرآن، وأخذ بعض القراءات عن الشاطبي، وتأدب عليه، وبرع في العربية، وكان من أذكياء العالم، مبرزا في عدة علوم، ثم رحل إلى دمشق، وأكب الفضلاء على الأخذ عنه، وكان الغالب عليه النحو، وقد صنف فيه "الكافية"، وشرحها، وألف في التصريف "الشافية"، وشرحها، وشرح المفصل بشرح سماه "الإيضاح"، وقد خالف النحاة في مواضع، ومصنفاته كلها في غاية الحسن، وقد رزقت قبولا تامًا لحسنها وجزالتها، ثم عاد إلى مصر، وانتقل إلى الإسكندرية ليقيم بها، فلم تطل مدته ومات ﵀ سنهة ٦٤٦ هـ.
(٤) ورد بأنه ناقل، ومن نقل حجة على من لم ينقل.
(٥) اسم لعدة أشخاص، من المحدثين والصحابة وغيرهم. قال صاحب القاموس: لا ينصرف عند سيبويه في معرفة ولا نكرة، وعند الأخفش ينصرف في النكرة، فإن حقرته انصرف عندهما.
* "ولسراويل" متعلق بمحذوف خبر مقدم. "بهذا" متعلق بشبه الواقع مبتدأ مؤخرا. "الجمع" بدل أو عطف بيان لهذا، وجملة "اقتضى عموم المنع" صفة لشبه، وفاعل اقتضى يعود على شبه.