أما ذو الزيادتين: فهو "فعلان"(١)؛ بشرط ألا يقبل التاء؛ إما لأن مؤنثه "فعلى"؛ كـ"سكران"، و"غضبان"، و"عطشان"(٢)، أو لكونه لا مؤنث له؛ كـ"لحيان"(٣) بخلاف نحو: "مصان" للئيم، و"سفيان" للطويل (٤)، و"أليان" لكبير الألية (٥)، و"ندمان"؛ من المنادمة لا من الندم؛ فإن مؤنثاتها "فعلانة"(٦).
(١) أي بفتح الفاء، بشرط أن تكون وصفيته أصلية غير طارئة؛ فلا يمنع من الصرف مثل:"صفوان" في قولهم: رجل صفوان قلبه؛ لأن أصل الصفوان: الحجر، أما "فعلان" بضم الفاء، فمؤنثه "فعلانة"، و"فعلان" بالكسر، لا وجود له في الصفات.
(٢) فإن أشهر مؤنثاتهاك سكرى، وغضبى، وعطشى، بألف التأنيث لا بالتاء.
(٣) لحيان: وصف مختص بالذكور، لطويل اللحية، وفيه خلاف، والصحيح منعه من الصرف على تقدير أن له مؤنثًا على فعلى، ومثله "رحمن".
(٤) أي الرجل الطويل الممشوق القامة.
(٥) الألية: العجيزة من الرجل والمرأة وغيرهما، ولا يقال: إلية، ولا لية.
(٦) أي: مصانة، سيفانة، أليانة، ندمانة؛ ولهذا انصرف، أما ندمان من الندم؛ فمؤنثه "ندمى"، فيمنع من الصرف؛ لأن الألف والنون فيه يشبهان ألفي حمراء، وفعله ندم، وفعل الآخر "نادم".
وفي الوصفية مع زيادة الألف والنون يقول الناظم:
وزائدًا "فعلان" في وصف سلم … من أنيري بتاء تأنيث ختم
أي يمنع الاسم الذي فيه ألف ونون زائدتان، من الصرف، إذا كان وصفا لا يختم آخره بتاء التأنيث عند تأنيثه، إما لأنه وصف خاص بالرجال فلا مؤنث له، أو لأن الغالب على مؤنثه أن يكون بألف التأنيث.
* "وزائدة" معطوف على فاعل منع، وجاز العطف على الضمير المستتر المرفوع لوجود الفصل. "فعلان" مضاف إليه ممنوع من الصرف للعلمية؛ لأنه علم على وزن، وزيادة الألف والنون. "في وصف" حال من "زائدا فعلان"، أو صفة له. "سلم" الجملة نعت لوصف. "من" جارة. "أن" مصدرية، "يرى" فعل مضارع نائب فاعله يعود إلى وصف، وهو مفعوله الأول، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بمن. "بتاء تأنيث" بتاء متعلق بختم، وتأنيث مضاف إليه، وجملة. "ختم" في موضع الفعل المفعول الثاني ليرى، إن كانت علمية، وفي موضع الحال من ضميرها، إن كانت بصرية.