وأما ذو الوزن؛ فهو:"أفعل"(١) بشرط ألا يقبل التاء (٢)؛ أم لأن مؤنثه "فعلاء"؛ كـ"أحمر"(٣)، أو "فعلى"؛ كـ"أفضل"، أو لكونه لا مؤنث له؛ كـ"أكمر"، و"آدر"(٤)؛ وإنما صرف "أربع" في نحو: "مررت بنسوة أربع (٥)؛ لأنه وضع اسمًا فلم يلتفت لما طرأ له.
(١) أي في الغالب؛ وهو وزن الفعل، ومن غير الغالب؛ نحو: أحيمر، وأفيضل "تصغير: أحمر، وأفضل"؛ فإنهما ممنوعان من الصرف مع أنهما ليس على وزن "أفعل"؛ لكنها على وزن يكثر في الفعل؛ كأبيطر، مضارع بيطر، إذا عالج الدواب، والهمزة فيه تدل على التكلم، وكان الأولى بالمصنف أن يعلق المنع على "وزن الفعل" لا على "وزن أفعل"؛ ليشمل الوزن الخاص بالفعل؛ نحو: أجمل وأشرف، والوزن المشترك بين الأسماء والأفعال، ولكن الفعل به أولى لغلبته فيه، أو لدلالته على معنى فيه دون الاسم، نحو: "أحيمر، وأفيضل" كما بينا.
(٢) لأن ما تلحقه التاء من الصفات، ضعيف الشبه بلفظ المضارع، لأن التاء التأنيث لا تلحقه، ويشترط أيضًا: أن تكون وصيفته أصلية لا طارئة، كما مر في سابقه.
(٣) أي: وأبيض وأسود؛ فإن المؤنث حمراء، وبيضاء، وسوداء.
(٤) الأكمر: عظيم الكمرة؛ وهي رأس الذكر، والآدر: عظيم الأنثيين؛ فهذه الأنواع الثلاثة ممنوعة من الصرف للوصف الأصلي ووزن "أفعل"، وهذا الوزن أصل في الفعل وهو به أولى؛ لأن أوله زيادة تدل على معنى في الفعل دون الاسم، وما كانت زيادته لمعنى، أصل لغيره وأولى منه؛ لأن الأصل في الزيادة أن تكون لمعنى، وفي الوصفية ووزن الفعل يقول الناظم:
ووصف أصلي ووزن "أفعلا" … ممنوع تأنيث بتا كأشهلا
أي يمنع الاسم من الصرف للوصف الأصلي، إذا كان على وزن "أفعل" -أي وزن الفعل- الممنوع تأنيثه بالتاء؛ مثل "أشهل"؛ فإن مؤنثه شهلاء، والشهل: أن يشوب بياض العين حمرة أو زرقة.
(٥) أي: مع أنه صفة لنسوة، وفيه وزن الفعل.
* "ووصف" معطوف على "زائدا فعلان"، أو مبتدأ خبره محذوف. "أصلي" نعت لوصف. "ووزن" معطوف على وصف. "أفعلا" مضاف إليه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل. "ممنوع تأنيث" ممنوع حال من أفعلا، وتأنيث مضاف إليه. "بتا" متعلق بتأنيث. "كأشهلا" خبر لمبتدأ محذوف، والألف للإطلاق.