للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجمهورهم يخص ذلك بحالة الرفع (١)؛ كقوله:

اعتصم بالجاء إن عن بأس … وتناس الذي تضمن أمس (٢)

عجائزا مثل السعالي خمسا

اللغة والإعراب: عجبا: العجب: انفعال في النفس؛ بسبب وصف زائد في المتعجب منه. عجائز: جمع عجوز؛ وهي التي هرمت وشاخت من النساء، ولا تقل عجوزة. السعالي: جمع سعلاة؛ وهي أخبث الغيلان. "لقد" اللام موطئة لقسم محذوف، وقد للتحقيق. "عجبا" مفعول رأيت، والجملة جواب القسم، لا محل لها. "مذ" حرف جر. أمسا" ظرف زمان مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه اسم لا ينصرف؛ لشبه العلمية والعدل، والألف للإطلاق. "عجائزا" بدل من عجبا. "مثل" صفة لعجائزا. "خمسا" صفة ثانية.

المعنى: والله لقد أبصرت من أمس أمرًا يتعجب منه؛ وذلك أني رأيت نسوة كبارا في السن مثل الغيلان في القبح، عدتهن خمس.

الشاهد: جر "أمسا" بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه لا ينصرف للعلمية والعدل عند بعض بني تميم في جميع الأحوال. وقيل: إن "أمسى" في البيت فعل ماض، أي: مذ أمسى المساء، وتبقى حينئذ كتابته بالياء؛ لأن الألف رابعة.

(١) فيعربه إعراب ما لا ينصرف في هذه الحالة؛ فيقول: ذهب أمس، ويبنيه على الكسر في حالتي النصب والجر؛ فلا يدخله في باب الممنوع من الصرف.

(٢) بيت من الخفيف، لم ينسب لقائل معين، ولم نقف له على قائل.

اللغة والإعراب: اعتصم: استمسك، واجعله عصمة لك؛ ترجع إليه عند الشدة، الرجاء: الأمل، وتوقع حصول ما تطلب. عن: عرض وظهر، ويروى "عز" بمعنى غلب. بأس: شدة ومشقة. ويروى "يأس". "بالرجاء" متعلق باعتصم. "إن عن" شرط وفعله. "يأس" فاعل، وجوب الشرط محذوف يدل عليه الكلام. "وتناس" الواو عاطفة، وتناس فعل أمر مبني على حذف الألف، ومعناه: تغافل ولا تلق بالا. "الذي" اسم موصول مفعوله. "أمس" فاعل تضمن؛ أي اشتمل، مرفوع بالضمة الظاهرة، وجملة تضمن لا محل لها من الإعراب، صلة الموصول.

المعنى: تمسك بالأمل، وتوقع بلوغ المراد إذا صادفتك مشقة، ولا تيأس ولا تلق بالا إلى ما حدث بالأمس؛ فقد يجرك ذلك إلى اليأس وفقدان الأمل.

الشاهد: وقوع "أمس" فاعلا مرفوعا غير منون؛ مما يدل على أن بعض العرب يعربها في حالة الرفع، ولا يبنيها كالحجازيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>