للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخامس: "أمس" مراداً به اليوم الذي يليه يومك، ولم يضف، ولم يقرن بالألف واللام (١)، ولم يقع ظرفاً (٢)؛ فإن بعض بني تميم يمنع صرفه مطلقاً (٣)؛ لأنه معدول عن الأمس؛ كقوله:

لقدر رأيت عجباً مذ أمساً (٤)

المعنى: واضح لا يحتاج إلى شرح.

والشاهد: في "حذام" فإنه مبني على الكسر في الموضعين، على لغة أهل الحجاز، ولو أعرب إعراب ما لا ينصرف لرفع؛ لأنه فاعل، ولكن القافية بالكسر.

ويتبين من ذلك: أن المنع من الصف للعلمية والعدل في وزن "فعال" المؤنث، مقصور على بعض تميم؛ بشرط ألا يكون العلم المؤنث مختوما بالراء.

وفي "فعال" يقول الناظم في بيت وكلمتين من أول البيت الذي يليه:

وابن على الكسر "فعال" علما … مؤنثا وهو نظير جشما

عند تميم. . . . . . . . . . . .... . . . . . . . . . .

أي ابن على الكسر العلم المؤنث الذي على وزن "فعال"، في جميع الأحوال، عند غير تميم؛ وهو عند تميم نظير "جشم"؛ في أنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل.

وإذا سمي بحذام وبابه مذكر لم يبن؛ لزوال موجب البناء؛ بل يعرب مع منعه من الصرف للعلمية والتأنيث بحسب الأصل، وهذا هو الغالب، ويجوز إعرابه مع التنوين.

(١) فإن قرن بها أعرب؛ تقول: ذهب الأمس، وكان الأمس طيبا.

(٢) وأن يكون غير مصغر، وغير مجموع جمع تكسير، وهو معرفة بدليل وصفه بالمعرفة، في قولهم: أمس الدابر لا يعود.

(٣) أي رفعا ونصبا وجرا؛ فيكون مرفوعا بالضمة من غير تنوين، ومنصوبا ومجرورا بالفتحة من غير تنوين فيهما.

(٤) صدر بيت من الرجز، استشهد به سيبويه، ولم ينسبه لقائل، وعجزه:


* "فعال" مفعول ابن. "علما" حال منه. "مؤتت" حال منه ثاتية - أو "ف للأولى" "هو نظير" مبتدأ وخبر "جما" مضاف أله مننوع من الصرف للعلمية والعدل والألف للإطلاق. "عند" "ظرف متعلق نظير، ونم مضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>