للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألم تروا إرماً وعادًا … أودى بها الليل والنهار

ومر دهر على "وبار" … فهلكت جهرة "وبار" (١)

وأهل الحجاز يبنون الباب كله على الكسر؛ تشبيهاً بنزال (٢)؛ كقوله:

إذا قالت "حذام" فصدقوها … فإن القول ما قالت "حذام" (٣)

(١) هذا الشاهد مما استشهد به سيبويه، والبيتان للأعشى، ميمون بن قيس، وهما غير متصلين في القصيدة، وبينهما أربعة أبيات.

اللغة والإعراب: إرم: اسم البلدة، وعاد: اسم القبيلة، أودى بها: ذهب بها وأهلكها وبار: اسم أمة قديمة بائدة كانت تسكن اليمن. "ألم" الهمزة للاستفهام، و"لم" جازمة. "تروا" فعل مضارع مجزوم بحذف النون، وواو الجماعة فاعل. "إرما" مفعول تروا. "أودى بها الليل" الجملة من الفعل والفاعل حال. "على وبار" على جارة، وبار مبني على الكسر بعلى. "جهرة" مفعول مطلق لفعل محذوف، أو حال. "وبار" الثانية فاعل هلكت مرفوع بالضمة الظاهرة.

المعنى: واضح.

الشاهد: في قوله "وبار" فقد بناه على الكسر في صدر البيت، على لغة الأكثرين، وأعربه في آخره إعراب ما لا ينصرف، فرفعه بالضمة، على رأي القلة، ففيه تلفيق بين اللغتين. وقيل: إن و"بار" الثانية ليست علما، بل الواو عاطفة، و"باروا" بمعنى هلكوا، فعل ماض ماض مسند لواو الجماعة، والجملة معطوفة على قوله "هلكت"، وأنت "هلكت" على إرادة القبيلة، وذكر "باروا" على معنى الحي.

(٢) أي في العدل والتعريف، والوزن والتأنيث.

(٣) بيت من الوافر، للجيم بن صعب، في امرأته "حذام بنت الريان بن جسر بن تميم"، وقيل: هي امرأة من عنزة.

اللغة والإعراب: "إذا" شرطية. "قالت" فعل الشرط. "حذام" اسم امرأة، فاعل قالت في الموضعين، مبني على الكسر في محل رفع. "فصدقوها" الفاء واقعة في الجواب. "فإن" الفاء للتعليل، و"إن" حرف توكيد ونصب. "القول" اسم إن "ما" اسم موصول خبرها.

"قالت حذام" الجملة صلة، والعائد محذوف؛ أي فإن القول هو الذي قالته حذام.


* "العلم" مفعول لفعل محذوف يفسره امنع. "إن عدلا" شرط وفعله، ونائب الفاعل يعود إلى العلم، والجواب، محذوف يدل عليه المقام. "كفعل" خبر لمبتدأ محذوف. "التوكيد" مضاف إليه؛ على معنى اللام أو في. "أو كثعلا" معطوف على "كفعل التوكيد".

<<  <  ج: ص:  >  >>