للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاستكمال العلتين بالتصغير (١).

الثالث: إرادة التناسب (٢)؛ كقراءة نافع والكسائي: "سَلاسِلًا"، و"قَوَارِيرَ"، وقراءة الأعمش: ﴿وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ﴾ (٣).

الرابع: الضرورة؛ كقوله:

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة (٤)

(١) فإنه يصير بالتصغير "تحيلئ"، فيمنع من الصرف للعلمية ووزن الفعل؛ إذ يكون على وزن: تُدُحْرِجَ، وتُبَيْطِرَ، مما يختص بالفعل، وهذان السببان يستلزمان جر الاسم بالكسرة وجوبًا، لأنه يجري عليه حكم المنصرف بعد زوال التنوين.

(٢) أي لكلمات منصرفة في آخر الجمل، أو في آخر الكلمات المتجاورة؛ ذلك لأن للتناسب إيقاعا عذبا على السمع، وأثرا في تقوية المعنى وتمكينه في نفس السامع والقارئ والصرف للتناسب جائز عند العلماء.

(٣) فقد نون "سَلاسِلًا"، لمراعاة ﴿وَأَغْلالًا وَسَعِيرًا﴾ التي تليها وتجاورها، ونون ﴿قَوَارِيرًا﴾ الأولى لمراعاة آخر الآية التي قبلها والتي بعدها، و"قَوَارِيرَ" الثانية لمراعاة الأولى، ونون "يَغُوثًا وَيَعُوقًا" مراعاة لما حولهما من كلمات منونة؛ وهي: "ودًا، وسواعًا، ونسراً".

(٤) صدر بيت من الطويل، لامرئ القيس الكندي، من معلقته المشهورة، وعجزه:

فقالت لك الويلات إنك مرجلي

اللغة والإعراب: الخدر: أصله المنزل تقصر فيه المرأة، والمراد هنا: الهودج، وهو أعواد تنصب فوق قنب البعير، ثم ترخى فوقها ستور لتكون النساء بداخله. عنيزة. لقب فاطمة ابنة عمه. الويلات: جمع ويلة، وهي العذاب الشديد. مرجلي: اسم فاعل مضاف إليه المتكلم؛ أي مصيري راجلة، أمشي على رجلي؛ لعقرك ظهر بعيري. "ويوم" معطوف على ما قبله في بيت سابق، وهو:

ويوم عقرت للعذارى مطيتي

"خدر" بدل من الخدر. "عنيزة" مضاف إليه. "لك الويلات" لك خبر مقدم، والويلات مبتدأ مؤخر، والجملة في محل نصب مقول القول، وهي جملة دعائية عليه.


"ما" اسم موصول مفعول اصرفن. "نكرا" فعل ماضي للمجهول، والجملة صلة ما، والألف للإطلاق. "من كل "منتعلق بمحذوف حال من ما - مبين لها. "ما" اسم موصول مضاف إليه. "التعريف" مبتدأ. "فيه" متعلق بأثر الواقع خبر للمبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر صلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>