للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أردت لكيما أن تطير بقربتي (١)

الثالث: "أن" (٢) في نحو ﴿وَأَنْ تَصُومُوا﴾، ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي﴾.

(١) صدر بيت من الطويل، لم ينسب لقائل، وعجزه:

فتتركها شنا ببيداء بلقع

اللغة والإعراب: تطير: تذهب بسرعة. شنا: الشن: الجلد الذي بلي وتخرق. بيداء: صحراء؛ سميت بذلك لأنه صاحبها يبيد ويهلك فيها. بلقع: قفر خالية من كل شيء "لكيما" اللام حرف جر وتعليل. "كي" إما جارة تعليلية مؤكدة للام، وأن نصابة، أو مصدرية مؤكدة بأن، واللام جارة. "ما" زائدة. فتتركها: فتترك معطوفة على تطير و"ها" مفعول أول، "شنا" مفعول ثان لتترك، أو حال من المفعول على التأويل "ببيداء" متعلق بتترك. "بلقع" صفة لبيداء.

المعنى: يخاطب الشاعر طائرا جارحًا، أو سارقا ماهرًا؛ فيقول: رغبت أن تأخذ قربتي بسرعة، وتتركها قطعة ممزقة بصحراء لا يصل إليها إنسان.

الشاهد: في "لكيما أن"؛ كي يجوز أن تكون "كي" مصدرية، وأن مؤكدة لها، وأن تكون تعليلية مؤكدة للام، ولولا "أن" لوجب أن تكون "كي" مصدرية. ولولا وجود اللام لوجب أن تكون تعليلية. ويرجح النحويون الإعراب الثاني" لالتصاق "أن" بالمضارع ولأنها أقوى من نصبه وأكثر من استعمالا من "كي".

(٢) أي: المصدرية. وعلامتها: أن تقع في كلام يدل على الشك أو الرجاء والأمل ولم تسبق بما يدل على العلم أو الظن، وأن يقع بعدها فعل، وتدخل على الماضي والمضارع وتنصب المضارع لفظًا أو تقديرًا أو محلا، ولا تنصب الماضي مطلقًا ولا تغير زمنه. وتتصل بالفعل الذي تدخل عليه. ولا يفصل بينهما بغير "لا" النافي أو الزائدة. ويمتنع تقديم معمول فعلها عليها على الصحيح خلافا للفراء. وتسبك مع الجملة التي بعدها بمصدر مؤول يعرب على حسب ما قبلها. وتقع في أول الكلام فتؤول مع ما بعدها بمصدر يكون مبتدأ؛ نحو: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ وتقع في وسط الكلام فيكون المصدر فاعلًا؛ نحو: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ﴾، ومفعولا؛ نحو: ﴿فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا﴾، ومجرورًا بالإضافة؛ نحو: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ﴾. وبحرف الجر؛ نحو: عجبت من أن كشفت عن اللص.

<<  <  ج: ص:  >  >>