للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمخففة من "أنَّ" هي: الواقعة بعد "عِلْم" (١) نحو: ﴿عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى﴾ ونحو: ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ﴾ أو بعد ظن (٢) نحو: "وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونُ". ويجوز في تالية الظن؛ أن تكون ناصبة وهو الأرجح (٣)، ولذلك أجمعوا عليه في: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا﴾، واختلفوا في: "وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونُ فِتْنَةٌ"؛ فقرأه غير أبي عمرو والأخوين (٤) بالنصب (٥).

(١) أي: بعد كلام يدل على اليقين والتحقق والاعتقاد الثابت، مثل: علم، تحقق، تبين، تيقن، وغير ذلك مما يدل على اليقين والقطع، وإنما كانت في ذلك مخففة؛ لأن العلم يتعلق بالمحقق الثابت فيناسبه التوكيد الذي تفيده "أن" المخففة، وجعل سيبويه الحذر، والخوف كالعلم؛ إذا كان الشيء المحذور أو المخوف متيقنًا؛ نحو: خشيت أن تفعل كذا، وخفت أن تذهب وحدك.

(٢) أي: مؤول بالعلم ومستعمل فيه.

(٣) ذلك أن في هذا إجراء الظن على أصله من غير تأويل؛ ولأن الناصبة للمضارع أكثر استعمالا من المخففة، ومثل الظن: ما في معناه من أفعال الرجاء. ويفرق بين الناصبة والمخففة، بأن الناصبة، ينصب بعدها المضارع وتؤول بمصدر أما المخففة فيرفع بعده الفعل ولا تؤول بمصدر.

(٤) المراد بهما: حمزة، والكسائي.

(٥) أما هم فقد قرءوا بالرفع؛ لوجود الفصل بين "أن" والفعل "بلا" ولم يقرءوا بالرفع في يتركوا لعدم الفصل.

تنبيه:

يجب حذف النون من "أن" الناصبة المصدرية كتابة؛ إذا وقعت بعدها "لا" نافية أو زائدة، وإدغامها في "لا" نطقًا؛ نحو: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾ ويجب إظهارها كتابة لا نطقا إن كانت غير ناصبة، سواء كان بعدها اسم أو فعل؛ نحو "أشهد أن لا إله إلا الله". =

<<  <  ج: ص:  >  >>