للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمكنني منها إذن لا أقيلها (١).

وأما قوله:

(١) عجز بيت من الطويل؛ لكثير عزة، من قصيدة مدح بها عبد العزيز بن مروان، والد الإمام العادل: عمر بن عبد العزيز، وكان واليًا على مصر، فأعجبته مدحته، فقال له: تمن علي؛ فطلب أن يكون كاتبه وصاحب أمره؛ فلحظ منه القبول، فأعرض الشاعر عن ذلك مكتفيا بما منحه من مال، ثم ندم بعد. وصدره.

لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها

اللغة والإعراب: عاد: رجع لا أقيلها: لا أتركها ولا أرده، والضمير فيه وفي "بمثلها"، يرجع إلى خطة الرشد في قوله قبل:

عجبت لتركي خطة الرشد بعد ما … بدا لي من عبد العزيز قبولها

وقيل: الضمير في "بمثلها" يرجع إلى مقالة عبد العزيز له، وهي: "تمن علي"، وفي قوله: "لا أقيلها" إلى مقالته السابقة، وهي: تمنيه أن يكون كاتبه وصاحب أمره. "لئن" اللام موطئة للقسم، وإن شرطية جازمة "عاد" فعل الشرط "عبد العزيز" عبد فاعل عاد، والعزيز مضاف إليه، "بمثلها" متعلق بعاد، وجواب الشرط محذوف "وأمكنني" معطوف على عاد. "إذا" حرف جواب مهمل "لا" نافية "أقيلها" فعل مضارع والفاعل أنا، و"ها" مفعول، وهو جواب القسم في قوله قبل:

حلفت برب الراقصات إلى منى … تغول الفيافي نصها وذميلها

الراقصات: الإبل، الرقص: الخبب لها. تغول: تقطع. النص: السير الشديد، الذميل: السير اللين.

المعنى: يقسم أنه إذا رجع الخليفة وعرض عليه مثل الخطة التي عرضها، وأمكنه من ذلك، لا يتركها ولا يردها.

الشاهد: إهمال "إذن" في قوله: "إذا لا أقيلها" لعدم تصدرها، ووقوعها حشوا بين القسم وجوابه، ولذلك رفع "أقيلها" ولم ينصبه بإذن.

<<  <  ج: ص:  >  >>