للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني إذن أهلك أو أطيرا (١)

فضرورة، أو الخبر محذوف؛ أي: إني لا أستطيع ذلك. وإن كان السابق عليها واوا أو فاء، جاز النصب (٢)، وقد قرئ: "وَإِذًا لَا يَلْبَثُوا"، "فَإِذًا لَا يُؤْتُوا" والغالب الرفع (٣) وبه قرأ السبعة.

(١) عجز بيت من الرجز، لم نقف على قائله، وصدره.

لا تتركني فهم شطيرا

اللغة والإعراب: شطيرًا: غريبًا أو بعيدًا، أطير، المراد: أذهب بعيدًا.

"لا" ناهية. "تتركني" فعل مضارع مؤكد بالنون الثقيلة والنون للوقاية والياء مفعول أول. "شطيرا" مفعول ثان أو حال. "إني" إن واسمها، "أهلك" فعل مضارع منصوب بإذن والجملة خبر إن. "أو أطيرا" معطوف على أهلك، والألف للإطلاق.

والمعنى: لا تتركني وتصيرني مثل البعيد والغريب بين هؤلاء القوم الذين لا أستريح إليهم، فإني إذن أموت أو أرحل بعيدًا عنهم.

الشاهد: نصب المضارع؛ وهو "أهلك" بعد "إذن وهي غير واقعة في صدر الجملة؛ لأنها وقعت حشوا بين اسم إن وخبرها. وقد خرج -كما ذكر المصنف- على أنه ضرورة، أو على أن خبر "إن" محذوف، وعلى ذلك تكون "إذن" في صدر جملة مستأنفة.

(٢) أي: نصب المضارع على إعمال "إذن" واعتبار الواو أو الفاء للاستئناف؛ لتكون "إذن" في صدر الكلام، وظاهر عبارة ابن مالك: أن حروف العطف كلها سواء في ذلك الحكم.

(٣) أي: باعتبار الواو أو الفاء للعطف، فيكون ما بعد العاطف من تمام ما قبله لربطه به. والحق أنه إذا عطف فعل مضارع على مثله، وجب الإهمال؛ لأن المعطوف لا يستقل بنفسه، بل يتبع المعطوف عليه في إعرابه؛ فلا تكون "إذن" واقعة في صدر جملة مستقلة في إعرابها؛ تقول: لم يحضر الغائب، إذًا يسترح أهله، بجزم يسترح، عطفا على يحضر، عطف فعل على فعل. أما إذا عطفت جملة على جملة قبلها، مضارعية كانت أو ماضوية أو اسمية؛ فإن كان للجملة السابقة محل من الإعراب، وجب إهمال "إذن" لوقوعها في صدر جملة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>