للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: بعد "حتى" (١)؛ إن كان الفعل مستقبلًا باعتبار التكلم، نحو: ﴿فَقَاتِلُوا

= بعد أو، والألف للإطلاق، والفاعل يعود إلى قناة قوم.

المعنى: يقصد الشاعر: أنه إذا شرع في إصلاح قوم مفسدين، لا يرجع عن ذلك إلا إذا استقاموا وصلحوا، وإلا كسرهم وآذاهم، كما أنه إذا أراد إصلاح رمح معوج، لا يتركه إلا إذا استقام واعتدل، وإلا كسره.

الشاهد: في "أو تستقيما" حيث نصب المضارع بأن المضمرة وجوبًا بعد "أو "التي بمعنى إلا. وفي البيت استعارة تمثيلية، وإلى "أو" أشار الناظم بقوله:

كذاك بعد "أو" إذا يصلح في … موضعها "حتى" أو "إلا" أنْ خفي*

أي: مثل ما وقع بعد لام الحجود، يجب إضمار أن بعد "أو" إذا صلح في موضعها "حتى" أو "إلا".

(١) أي: الجارة للمصدر المؤول من "أن" المضمرة وجوبًا، وما دخلت عليه، وهي: إما أن تدل على الغاية، أو على التعليل، أو على الاستثناء فتدل على الغاية؛ إذا كان المعنى بعدها نهاية وغاية لما قبلها، وعلامتها: أن يصلح في موضعها "إلى" ولهذا تسمى: حتى الغائية، أو التي بمعنى "إلى" كما أسلفنا، ولا بد أن يكون المعنى السابق، من الأمور التي تنقضي تدريجيا -أي: شيئا فشيئا- لا دفعة واحدة، نحو يستمر الحر نهار الصيف حتى تغيب الشمس.

وتدل على التعليل؛ إذا كان ما قبلها علة وسببًا فيما بعدها، وعلامتها: أن يصلح في موضها "كي"، ونحو: تعنى مصر بالصناعة حتى تستعني عن الخارج.

وتدل على الاستثناء "كإلا" إذا لم تصلح للغاية أو التعليل، وعلامتها: أن يصلح مكانها "

إلا أن"؛ نحو: لا يعفى المدين من دينه حتى يؤديه، فليست في هذا غائية؛ لأن ما قبلها لا ينقضي تدريجيا، ولا تعليلية؛ لأن ما قبلها ليس سببًا لما بعدها، وقد تدل "حتى" على أكثر من معنى، إذا لم تكن هناك قرينة تعين المعنى المقصود.


* "كذاك" متعلق بمحذوف مفعول مطلق لخفي، أو حال من فاعله "بعد أو" بعد ظرف متعلق بخفي، وأو مضاف إليه. "إذا" ظرف مضمن معنى الشرط منصوب المحل بجوابه. "حتى" فاعل يصلح. "أو إلا" معطوف على حتى "أن" مقصود لفظه مبتدأ. "خفي" فعل ماض فاعله يعود إلى أن، والجملة خبر المبتدأ والمعنى التقديري: "أن" خفي بعد "أو" خفاء مماثلا في الوجوب ذلك الخفاء الذي بعد نفي كان؛ إذا كان يصلح في موضع "أو" حتى، أو، إلا.

<<  <  ج: ص:  >  >>