للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ﴾ (١) أو باعتبار ما قبلها، نحو: ﴿وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ﴾ (٢).

ويُرفع الفعل بعدها؛ إن كان حالا (٣) مسببا فضلة (٤)؛ نحو: مرض زيد حتى لا يرجونه (٥) ومنه: "حَتَّى يَقُولُ الرَّسُولُ" في قراءة نافع؛ لأنه مؤول بالحال؛ أي: حتى حالة الرسول والذين آمنوا معه أنهم يقولون ذلك (٦).

ويجب النصب في مثل: "لأسيرن حتى تطلع الشمس"، و"ما سرت حتى أدخلها"، "وأسرت حتى تدخلها؟ " لانتفاء السبيبة (٧)، بخلاف: "أيهم سار حتى يدخلها".

(١) فإن "تفيء" مستقبل باعتار زمن التكلم بالأمر بالقتال وإلقائه إلى المخاطب.

(٢) فقول الرسول وإن كان ماضيًا بالنسبة لزمن الإخبار ونزول جبريل بالآية؛ إلا أنه مستقبل بالنسبة إلى زلزالهم. ويجب كذلك نصب الفعل بعد "حتى" إذا كان ما بعدها غير مسبب عما قبلها، نحو: تصوم حتى تغرب الشمس، أو كان ما بعدها غير فضلة، بأن كان جزءًا أساسيا من الجملة التي قبلها، نحو: أحب أن أعمل حتى أتم الواجب علي.

(٣) أي: بأن يكون زمنه زمن النطق بالكلام المشتمل على حتى.

(٤) أي: ليس جزءًا أساسيا في الجملة، كخبر المبتدأ، أو خبر الناسخ.

(٥) فقوله: لا يرجونه حال؛ لأنه في قوة: فهو الآن لا يرجى، ومسبب عما قبله؛ لأن عدم الرجاء مسبب عن المرض؛ وفضلة لأن الكلام تم بدونه، وإذًا فشروط الرفع بعد "حتى" ثلاثة.

(٦) فالرفع في قراءة نافع، على تقدير القول الماضي واقعًا في الحال؛ أي: في زمن التكلم، لاستحضار صورته العجيبة. ٢١٤، سورة البقرة.

(٧) لأن طلوع الشمس ليس مسببا عن السير والدخول لا يتسبب عن عدم السير، والسير لم يتحقق وجوده في المثال الثالث بدليل الاستفهام عنه، فلو رفع لزم تحقق وقوع المسبب مع نفي السبب أو الشك فيه، وذلك لا يصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>