وتقول: الطائر فيغضب زيد الذباب بالرفع وجوبًا؛ لأن الاسم في تأويل الفعل؛
= المعنى: لولا انتظار السائلين وذي الحاجات لمساعدتهم وسد عوزهم، ما آثرت الغنى على الفقر. وقرأه البعض: أترابًا، جمع ترب، وهو المساوي في العمر والسن، ويكون المعنى ما كنت أوثر أحدا على أترابي بالعطاء والبذل، أو ذلك كناية عن تركه وطنه وأترابه، والضرب في الأرض ابتغاء الثراء، ليصير ملجأ للمحتاجين والسائلين.
الشاهد: نصب الفعل "أرضيه" بعد الفاء العاطفة بأن مضمرة جوازًا، على اسم خالص ليس في تأويل الفعل، وهو "توقع".
(١) صدر بيت من البسيط، لأنس بن مدركة الخثعمي، وعجزه:
كالثور يضرب لما عافت البقر
اللغة والإعراب: سليك: اسم رجل، وأمه تسمى "سلكة"، وقد اشتهر بها فيقال: سليك بن سلكة. وهو عداء مشهور، يقال: إنه يسبق الخيل ويلحق الظباء. أعقله: أدفع ديته. وسميت الدية "عقل" لأنهم كانوا يعقلونها؛ أي: يربطونها بجوار القتيل، وكانت من الإبل. الثور: هو فحل البقر، وقيل: هو ما يعلو وجه الماء من طحلب ونحوه فتعافه الوراد: "إني" إن واسمها. "وقتلي" الواو للمعية، وقتلي مفعول معه وهو مصدر مضاف لفاعله "سليكا" مفعول "ثم" حرف عطف "كالثور" جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن "يضرب" الجملة حال من الثور "لما" ظرف بمعنى حين، أو حرف ربط. وجملة عافت في محل جر بإضافة لما.
المعنى: كان سليك قد مر بامرأة من خثعم فوجدها وحدها فوقع عليها، فقتله الشاعر حمية ودفع ديته، فهو يقول: إني حين قتلت سليكًا ودفعت ديته، فألحقت بمالي الضرر لنفع غيري؛ كالثور الذي يضرب لتشرب البقر؛ وذلك أن البقر إذا امتنعت عن الشرب لا تضرب؛ لأنها ذات لبن فيخاف عليها، فيضرب الثور.
الشاهد: نصب "أعقله" بعد ثم العاطفة، بأن مضمرة جوازًا، وقد عطفت فعلا على اسم صريح في الاسمية ليس في تقدير الفعل، وهو "قتلي".