للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكثر: لا أخرج ولا تخرج؛ لأن المنهي غير المتكلم (١).

و"اللام" الطلبية (٢)؛ أمرًا كانت، نحو: ﴿لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ﴾، أو دعاء؛ نحو: ﴿لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾.

وجزمها فعلي المتكلم مبنيين للفاعل قليل، نحو: "قوموا فلأصل لكم" (٣).

و ﴿وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ﴾. وأقل منه جزمها فعل الفاعل المخاطب (٤)، نحو: ﴿فَبِذَلِكَ

(١) هو الفاعل المحذوف النائب عنه ضمير المتكلم، والأصل: لا يخرجني، ولا يخرجنا أحد بالبناء للمعلوم، فلما حذف الفاعل بني الفعل للمجهول. ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمي.

يا حار لا أرمين منكم بداهية … لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك

(٢) يقال فيها ما قيل في "لا" وحركتها الكسر، وفتحها لغة سليم. وتسكن بعد الفاء والواو كثيرًا، وتحريكها بعد "ثم" حسن. وقد تحذف ويبقي عملها، وكذلك يصح حذف مضارعها إذا دل على ذلك دليل، وإنما تجزم المضارع بشرط ألا يفصل بينهما فاصل؛ إلا في ضرورة الشعر.

(٣) أي: لأجلكم، وهو أمر لهم بالاهتمام به ولكنه أضافه إلى نفسه لارتباط فعلهم بفعله، والفاء لعطف جملة طلبية على مثلها، و"أصل" مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف الياء "لكم" اللام للتعدية؛ لأن الصلاة بمعنى الدعاء. وهذا الحديث عن أنس بن مالك؛ فقد روي أن جدته مليكة دعت الرسول لطعام صنعته له، فأكل منه ثم قال: "قوموا فلأصل لكم"، وتقدم النبي وخلفه أنس واليتيم، وقامت العجوز من روائهما، فصلى ركعتين ثم انصرف.

(٤) أما جزمها المبني للمفعول -متكلما أو مخاطبا- فكثير، نحو لأكرم، ولتكرم يا محمد؛ لأن الأمر فيهما للغائب كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>