ونحو:"لتأخذوا مصافكم"(١). والأكثر الاستغناء عن هذا بفعل الأمر (٢).
و"لم"، و"لمَّا"(٣) ويشتركان في الحرفية، والنفي، والجزم، والقلب للمضي (٤).
وتنفرد "لم" بمصاحبة الشرط (٥)؛ نحو: ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ وبجواز انقطاع نفي منفيها (٦)؛ ومن ثمَّا جاز: لم يكن ثم كان،. . . . . . . . . . . … ...
(١) هذا حديث للرسول، وفي مسلم عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله يقول: "لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم".
(٢) ذكر الزجاج: أن جزم الفعل المخاطب بلام الأمر لغة جيدة، وقد ورد في الحديث فيقبل قوله.
(٣) تختلف "لما" الجازمة عن "لما" الظرفية التي بمعنى "حين" أو "إذ" والتي كثيرًا ما تدخل على الماضي نحو قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ﴾ وكذلك تختلف عن "لما" بمعنى إلا، التي لا تدخل غالبًا إلا على الجمل الاسمية؛ نحو: ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾ أو على الماضي لفظًا لا معنى؛ نحو: أنشدك الله لما فعلت كذا.
(٤) فيكون الفعل مضارعًا في صورته وإعرابه، ولكن زمنه ماض -ويختصان كذلك بالمضارع، وبجواز دخول همزة الاستفهام- ولا سيما التقريري. عليها، مع بقائهما على عملهما؛ نحو: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾، ألما تترك للهو وقد شبت؟.
(٥) أي: يجوز دخول بعض أدوات الشرط عليها مثل: إن، إذا، لو، من .... إلخ، وإذا دخلت عليها أداة الشرط، تجرد المضارع بعدها للمستقبل، وبطل تأثيرها في قلب زمنه للماضي. ويكون عمل الجزم في هذه الحالة للشرط لسبقه. وتقتصر "لم" على إفادة النفي دون الجزم، وقيل: إن "لم" هي الجازمة لاتصالها بالفعل مباشرة وأدوات الشرط مهملة.
(٦) أي: جواز أن يكون معنى المضارع المنفي بها قد انتهى وانقطع قبل زمن التكلم، نحو: ﴿لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا﴾ لأن معناه: ثم كان بعد ذلك. ويجوز أن يكون مستمرا متصلا بالحال ووقت التكلم ولا ينقطع، نحو قوله تعالى: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوًا أَحَدٌ﴾.