للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وامتنع في لمّا (١).

وتنفرد "لمّا" بجواز حذف مجزومها (٢)، كـ"قاربت المدينة ولمّا"؛ أي: ولما أدخلها. فأما قوله:

يوم الأعازب إن وصلت وإن لم (٣)

فضرورة، وبتوقع ثبوته (٤)؛ نحو: ﴿لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ﴾، ﴿وَلَمَّا يَدْخُلْ الإِيمَانُ﴾.

(١) لأنه يجب اتصال نفي منفيها بحال النطق كما سيأتي. وزعم بعضهم: أن بعض العرب قد ينصب المضارع بـ"لم"، وبعضهم يهملها فلا تنصب ولا تجزم، والحق عدم الاعتداد بمثل ذلك، وتأويل ما سمع منه.

(٢) أي: اختيارًا في النثر والشعر لدليل، والوقوف عليها بعد حذفه.

(٣) عجز بيت من الكامل، لإبراهيم بن هرمة القرشي، وهو آخر الشعراء الذين يحتج بشعرهم، وقد مات في خلافة الرشيد، وهرمة، جده الأعلى، ولكنه اشتهر به. وصدره:

احفظ وديعتك التي استودعتها

اللغة والإعراب: يوم الأعارب، وقيل الأغارب: يوم معهود من أيام العرب، "وديعتك" وديعة مفعول احفظ، والكاف مضاف إليه "التي" اسم موصول نعت للوديعة "استودعتها" استودع فعل ماض مبني للمجهول، والتاء نائب فاعل وهي مفعوله الأول، "إن" شرطية "وصلت" فعل الشرط، روي بالبناء للمجهول والمعلوم. وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله، "وإن" الواو عاطفة، وإن حرف شرط جازم "لم" جازمة أو نافية لا غير على الخلاف المتقدم.

المعنى: واضح.

الشاهد: حذف المجزوم بـ"لم" لضرورة؛ لأن المعنى: وإن لم تصل.

(٤) أي: ثبوت منفيها ووقوعه في الغالب على الوجه الخالي من النفي ومن غير الغالب: ندم إبليس ولما ينفعه الندم، واستشفع المحكوم عليه بالقتل قصاصًا ولما تنفعه شفاعته، وتنفرد "لمّا" كذلك بوجوب امتداد الزمن المنفي بها إلى الزمن الحالي، امتدادًا يشملهما معًا، وبأن الزمن المنفي بها قصير غالبًا، أو أن أوله في الغالب ليس بعيدًا عن آخره المتصل بالحال؛ بخلاف الزمن الماضي المنفي بالحرف "لم" فإنه طويل في الغالب، والطول والقصر يرجعان إلى العرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>