للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعكسه وهو قليل؛ نحو: "من يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له" (١)، ومنه: ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ﴾؛ لأن تابع الجواب جواب (٢). ورد الناظم بهذين البيتين ونحوهما على الأكثرين؛ إذ خصوا هذا النوع بالضرورة (٣)، ورفع الجواب المسبوق بماض أو بمضارع منفي بلم قوي (٤) كقوله:

(١) حديث نبوي، ومعنى إيمانًا: تصديقا بأنها حق وطاعة. واحتسابًا: أي طلبًا لرضاء الله وثوابه، لا للرياء ونحوه، ومثل هذا: قول عائشة عن أبيها؛ وهي تحدث الرسول حين قال: "مروا أبا بكر فليصل بالناس": إن أبا بكر أسيف وإنه متى يقم مقامك رق قلبه. "الأسيف: السريع الحزن الرقيق القلب".

(٢) "فظلت" ماض، وهو معطوف على الجواب وهو "تنزل" فيكون جوابًا، وفي عمل تلك الأدوات وما يليها يقول الناظم:

فعلين يقتضين: شرط قدما … يتلو الجزاء، وجوابًا وسما

وماضيين أو مضارعين … تلفيهما أو متخالفين*

أي: إن هذه الأدوات المذكورة قبل، تقتضين فعلين؛ المقدم منهما يسمى شرطًا، ويتلوه الجزاء، ويسمى الجواب، وهذان الفعلان يكونان ماضيين أو مضارعين، أو مختلفين على النحو الذي بينه المصنف.

(٣) حجتهم، أننا إذا أعملنا الأداة في لفظ الشرط ثم جئنا بالجواب ماضيًا كنا قد هيأنا العامل للعمل ثم قطعناه عنه، وذلك غير مستساغ، والحق ما ذهب إليه الناظم؛ لورود الأمثلة الكثيرة التي تؤيده.

(٤) لأن الأداة لما لم يظهر أثرها في الشرط لكونه ماضيًا، أو مجزومًا بغيرها وهو "لم"

ضعفت=


* "فعلين" مفعول يقتضين مقدم، ونون النسوة في يقتضين فاعله، وهي عائدة على الأدوات السابقة. "شرط" مبتدأ وسوغ الابتداء به -وهو نكرة- وقوعه موقع التفصيل أو خبر محذوف؛ أي: أحدهما، "قدما" فعل ماض للمجهول، والجملة خبر أو صفة والألف للإطلاق، "الجزاء" فاعل يتلو، والجملة مستأنفة، أو خبر ثان لشرط. "جوابًا" مفعول وسما الثاني، ونائب فاعله العائد إلى الجزاء هو المفعول الأول.
* "وماضيين" مفعول ثان لتلفيهما مقدم. "أو مضارعين" معطوف عليه "تلفيهما" تلفي مضارع ألفى، والضمير البارز مفعوله الأول، "أو متخالفين" معطوف على مضارعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>